قال المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بإقليم بولمان إن ساكنة دوار بوسلام، التابع للجماعة الترابية القصابي، أقدمت على احتجاز قافلة طبية مكونة من ممرضين وأطباء ومنسقي برامج صحية، كانوا في مهمة رسمية في إطار الحملات الصحية التي تنظمها مندوبية الصحة لفائدة الدواوير المختلفة للحد من آثار موجة البرد. وأشار المكتب الإقليمي ذاته، في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه، إلى أن احتجاز الأطر الطبية استمر إلى حدود كتابة البلاغ، وذلك داخل المؤسسة التعليمية التي تقع داخل الدوار المذكور، مضيفا أن "عملية الاحتجاز جاءت حسب تصريحات بعض الساكنة كرد فعل جراء ما يعرفه الدوار من تهميش وإقصاء وغياب لأبسط ضروريات الحياة، خصوصا بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة وما خلفه من أضرار في غياب تام للسلطات للاطمئنان على أوضاع السكان". وأضاف المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببولمان: "إننا نقدر الظروف الصعبة التي تعيش فيها ساكنة المنطقة، خصوصا في فصل الشتاء، وما يعرفه من موجات برد جد قاسية، لكننا بالمقابل نرفض رفضا قاطعا أن يتم تحميل المسؤولية لنساء ورجال الصحة وجعلهم أكباش فداء ومطية للجميع لتفجير غضبه"، مستنكرا "ما قام به هؤلاء الأشخاص من احتجاز للأطر الصحية". واعتبر البلاغ ذاته احتجاز هؤلاء الأطر الطبية والتمريضية "خرقا للقانون ومسا مباشرا بسلامتهم الجسدية"، محملا السلطات المحلية نتيجة ما ستؤول إليه الأوضاع في حالة عدم التدخل السريع للعمل على إطلاق سراحهم وضمان سلامتهم. مصدر مسؤول حاضر بالمكان أكد في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية أن الساكنة أطلقت سراح الأطر الذين كانوا محتجزين داخل المؤسسة التعليمية، وذلك حوالي الساعة الحادية عشرة من ليلة الأربعاء الخميس، مشيرا إلى أن جميع الأطر غادروا الدوار المذكور في اتجاه بولمان، بعد تدخل وزير الصحة والمصالح المركزية لوزارة الداخلية، على حد قوله. وأضاف المسؤول ذاته أن الساكنة المعنية أقدمت على احتجاز القافلة الطبية بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة، وجعلها تبيت في العراء، دون قدوم السلطات المحلية والسلطات الإقليمية للاطمئنان عليها، مشيرا إلى أن هذه الساكنة تعيش في اليومين الأخيرين ظروفا قاسية وقاهرة بسبب الفقر والزلزال؛ لكن احتجاز أطر طبية جاؤوا لتقديم خدمات طبية لهم يظل مرفوضا، وفق تعبيره.