يتجدد مع كل موعد للانتخابات الجماعية والتشريعية مطلب إحداث مؤسسة جامعية بتزنيت، لتمكين طالبات وطلبة الإقليم من متابعة تعليمهم العالي بالقرب من مقرات سكناهم. ومن أجل ذلك، يعقد الطلبة الجامعيون المتحدرون من إقليمتزنيت، منذ سنوات طويلة، آمالا كبيرة على ممثليهم بالمجالس المنتخبة والمؤسسات التشريعية للترافع بشأن مطلبهم المتمثل في تعزيز العرض الجامعي بالإقليم وتمكينهم من مواصلة مسيرتهم الجامعية دون تكبد عناء التنقل نحو مدن أخرى. وفي ظل غياب أي نواة جامعية بتزنيت، يضطر الطلبة الراغبون في استكمال مسارهم التعليمي إلى التنقل نحو أكادير وآيت ملول ومراكش وفاس، وما يصاحب ذلك من إكراهات تتمثل غالبيتها في زيادة مصاريف إضافية متعلقة بالاستقرار بالمدن الجامعية وبالتالي إثقال كاهل الأسر. كما يعتبر انعدام التعليم الجامعي بتزنيت سببا رئيسا في عدم ولوج فئة مهمة من الحاصلين على الباكالوريا إلى الجامعات، خاصة في صفوف التلميذات بالعالم القروي، جراء ارتفاع مصاريف الإقامة والإيواء وخوف الأسر عليهن من خطر التنقل نحو المدن الحاضنة للكليات. وتعد استحقاقات الثامن من شتنبر الجاري من بين المحطات الانتخابية التي يعول عليها المئات من الطلبة قصد كسب رهان تعزيز العرض الجامعي، خصوصا في ظل التأخر الحاصل على مستوى مشروع قرية المعرفة الذي تسعى جامعة ابن زهر إلى توطينه بتزنيت منذ ما يزيد عن سنتين. وفي تعليق لهم حول الموضوع، قال مجموعة من طلبة إقليمتزنيت، ضمن تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، إن "توفير مؤسسة جامعية بالمنطقة أضحى مطلبا ضروريا لا يحتمل التأجيل، خاصة أن عددا من المدن استفادت منذ مدة من عرض جامعي يليق بها في وقت ما زالت خطوات مسؤولو تزنيت تراوح مكانها حيال الموضوع". وأشار المتحدثون إلى أن فكرة إخراج مشروع قرية المعرفة إلى حيز الوجود بتزنيت طفت إلى السطح منذ سنة 2019؛ لكن لم تتم ترجمتها، إلى حدود الساعة، على أرض الواقع، مشددين على أن هذا التأخر هو بمثابة تلاعب بمصالح الطلبة وتضييع لوقتهم التعليمي، مقارنة مع السرعة التي شيدت بها مؤسسات جامعية بمدن أخرى. وأجمع الطلبة الذين تحدثوا لهسبريس أن العرض التعليمي المبرمج تنزيله بقرية المعرفة لا يرقى إلى مستوى تطلعات كافة الراغبين في استكمال تعليمهم الجامعي، حيث سيقتصر بالدرجة الأولى على شعبة الاقتصاد، ويقصي في الآن ذاته الآداب والقانون وغيرهما من الشعب التي تلقى إقبالا من لدن طلبة تزنيت. من جهته، قال مصدر مسؤول إن مشروع بناء قرية المعرفة في طريقه نحو التنزيل بعد تجاوز كافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بتصفية العقار الخاص وسط غابة موانو الكائنة بنفوذ جماعة أكلو، مشيرا إلى أن الأسبوع المقبل سيكون موعدا لفتح الأظرفة الخاصة بصفقة بأشغال البناء. واعتبر المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس أن هذه المؤسسة ستشكل إضافة نوعية لإقليمتزنيت وجهة سوس ماسة ككل، حيث ستضم كلية للاقتصاد والتدبير والتنمية المستدامة كخطوة أولى، في انتظار تعزيزها بمجموعة من الشعب الأخرى التي من شأنها الرقي الجامعي بالمنطقة.