اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بالانفجار الذي هز أول أمس الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت، وفشل الدعوة إلى العصيان المدني التي أطلقتها "حركة تمرد البحرين"، والاشتباكات التي نشبت في الجزائر بين قبيلتين من عرب وطوارق. وهكذا، استأثر باهتمام الصحف اللبنانية موضوع الانفجار الذي هز أول أمس الخميس، الضاحية الجنوبية لبيروت وخلف أزيد من 22 قتيلا وحوالي 336 جريحا. وخصصت صحيفة (الأخبار) للموضوع 12 صفحة معززة بصور من موقع الحادث، تحت عنوان واحد "لبنان على حافة الهاوية : الردع أو الانهيار". وكتبت في هذا الصدد واصفة هول الانفجار "في الرويس (مكان الانفجار بالضاحية) رأوا قمصان الموت على الأرصفة (...) جثث بقيت في مكانها، احترقت بهدوء داخل السيارات (...) لقد تركهم العالم يحاربون عدوا مجهولا يصطادهم بخبث (...) الضاحية وضعت وشاحا أسود تختبئ تحته عيون الضحايا". وعنونت (النهار) مقالها الرئيسي ب "الضاحية ضحية الإرهاب ولبنان يسابق الانزلاق"، وعلقت "بدمار عميم حول المنطقة المستهدفة في الرويس أنقاض محروقة، وبدماء أكثر من 25 شهيدا وزهاء 290 جريحا في حصيلة مؤقتة، روع التفجير الإرهابي الذي ضرب الضاحية للمرة الثانية في أقل من 40 يوما لبنان كله ورسم بالبصمات الدامية المأساوية، التي أصابت عشرات العائلات المفجوعة، ملامح غير مسبوقة في انزلاق البلاد تدريجيا نحو استدراج (العرقنة) و(السورنة)". ووصفت (المستقبل)، في افتتاحيتها، التفجير ب"الإرهابي الأعمى"، وقالت إن "الرد عليه يكون بسطوع التضامن الوطني التام مع الضاحية الجنوبية وأهلها وشهدائها والرفض المطلق لهذا العمل الإجرامي الجبان ولهذا الأسلوب المقيت في القتل والتخريب". ومن جهتها، أوردت الصحف البحرينية مختلف المواقف وردود الفعل إزاء الدعوة إلى العصيان المدني بالبلاد يوم 14 غشت التي أطلقتها حركة تطلق على نفسها اسم "حركة تمرد البحرين"، مؤكدة أنها فشلت وأن السلطات عازمة على تشديد التدابير الرامية إلى استتباب الأمن ومكافحة أعمال العنف والإرهاب. وأبرزت في هذا الشأن تأكيد رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال زيارته لقيادة قوة الأمن الخاصة، أمس الجمعة، على أن البحرين توجد على "أعتاب مرحلة جديدة عنوانها عدم التهاون مع أي تجاوزات للأمن والنظام، والتطبيق الفوري للقانون على المخالف والإرهابي والمحرض"، مشددا على أن "من يراهن أن بإمكانه جر البحرين للفوضى كالساعي وراء السراب". وتحت عناوين عريضة، أبرزت الصحف قول رئيس الوزراء إن "الحكومة على إدراك بما يحاك من فرض أجندة جماعة حزبية على الجميع"، وإن "من يمارس العنف والإرهاب ويغطيه لا يسعى للإصلاح أبدا"، وتأكيده على أن "التعديات على الطرقات كشفت حجم الضرر اللاحق بأهلنا بالقرى والمدن"، وأن السلطات عازمة على "اجتثاث كل ما يعوق الاستقرار والتطور من خلال الفعل أو التغطية". وأشارت الصحف البحرينية أيضا إلى تدخل الأجهزة الأمنية للسيطرة على "أعمال فوضى وشغب وتخريب" قامت بها مجموعة من المحبوسين احتياطيا في (مركز الحبس الاحتياطي). ومن جهة أخرى، نشرت الصحف بيانا لوزارة الخارجية أكد "الدعم الكامل لمملكة البحرين لما ورد في تصريحات خادم الحرمين الشريفين تجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وحقها الشرعي في الدفاع عن المصالح الحيوية للشعب المصري الشقيق ورعايتها والمحافظة عليها". وفي الجزائر، اهتمت الصحف المحلية بالاشتباكات التي نشبت خلال الأسبوع الجاري بمدينة برج باجي المختار في ولاية أدرار (أقصى الجنوب الجزائري) بين قبيلتين من عرب وطوارق، والتي خلفت مقتل ثمانية أشخاص حسب وزير الداخلية والجماعات المحلية، بينما تضاربت أعداد الضحايا بين جريدة وأخرى. وذكرت الصحف (وقت الجزائر) أن "ثلاث حركات أزوادية طالبت الحكومة الجزائرية بالتحقيق في هذه الأحداث الدامية، لتحديد المسؤولين عن هذه الفتنة وتقديم الضالعين فيها للعدالة". وحسب صحيفة (المحور)، فإن السلطات المعنية "أبدت تخوفها الشديد من انتقال عدوى شرارة العنف الذي تعيش على وقعه المناطق الحدودية المتاخمة لمدن شمال مالي، وذلك بعد حصولها على معلومات أمنية، تفيد أن دائرتي رفان وأدرار تأثرتا بما يحدث ببرج باجي مختار". ونقلت صحيفة (الشروق) عن أحد اعيان الطوارق قوله أن "مدينة باجي برج المختار تعرف حالات حرق عمدي للمنازل والمحلات والسيارات بواسطة البنزين، مما يوحي بأن ما يجري كان بتدبير مسبق".