أسالت ديباجة بيان الأممالمتحدة الصادر أمس بشأن تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الكثير من المداد، بعدما ذهبت العديد من وسائل الإعلام إلى ربط هذا التعيين الجديد بنهاية "شغور" منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء المغربية. وأعلن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الجمعة، في بيان له، تعيين ألكسندر إيفانكو كممثل خاص جديد له للصحراء ورئيس لبعثة المينورسو في الصحراء. ويخلف كولين ستيوارت من كندا، الذي يشعر الأمين العام بالامتنان له على خدمته المتفانية وقيادته الفعالة لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء. ووقعت العديد من الصحف الأجنبية والوطنية في نقلها لتفاصيل الخبر الذي نشره موقع الأممالمتحدة في لبس بسبب صيغة البلاغ، من خلال تسليط الضوء على تعيين مبعوث خاص للأمين العام إلى الصحراء؛ وهو ما نفاه مصدر دبلوماسي من الأممالمتحدة لجريدة هسبريس الإلكترونية. وكشف المصدر الدبلوماسي ذاته أن "الأمر يتعلق ببديل للكندي كولن ستيوارت، الذي كان يرأس بعثة المينورسو، وليس بمبعوث شخصي للأمين العام المسؤول عن العملية السياسية"، مشددا على أن "منصب المبعوث الخاص لم يتم تعيينه بعد". وتشير قصاصة الأممالمتحدة إلى أن "إيفانكو يجر من ورائه خبرة 30 سنة في الشؤون الدولية وحفظ السلام والصحافة. شغل سابقا منصب مدير الإعلام لبعثة الأممالمتحدة في كوسوفو (2006-2009)، والمتحدث باسم الأممالمتحدة في البوسنة والهرسك (1994-1998). بدأ إيفانكو حياته المهنية في الصحافة كمراسل لإحدى الصحف الروسية في أفغانستان والولايات المتحدة. كما شغل منصب كبير المستشارين للممثل المعني بحرية وسائل الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (1998-2005). وفي هذا الصدد، يشير نوفل البعمري، المحلل والخبير في ملف الصحراء، إلى أن "دور الممثل الخاص للأمم المتحدة، الذي تم تعيينه أمس، ينحصر في إدارة الجانب الإداري للبعثة الأممية في الصحراء؛ فعمله يكتسي طبيعة إدارية محضة، حيث يقوم بإدارة الموظفين التابعين للبعثة إلى جانب مراقبة وقف إطلاق النار ورفع تقارير دورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة". وأورد البعمري في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "الممثل الخاص للأمم المتحدة يقوم بإعداد تقارير دورية، يوجهها إلى الأمين العام وليس إلى مجلس الأمن الدولي. هذه التقارير تشمل الوضع في المنطقة المشمولة باتفاقية وقف إطلاق النار". وبشأن أدوار المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء، يقول البعمري دوره سياسي أكثر مما هو تقني؛ ف"المبعوث مكلف بالجانب السياسي، من خلال رعاية الحوار والمفاوضات وتقريب وجهات النظر"، مشددا على أن "الممثل الخاص سيكون دوره تقنيا في ظل استمرار الفراغ في منصب المبعوث الأممي خلفا لكولر، الذي يتولى الإشراف على المفاوضات والوساطة في الملف".