فِي نطاقٍ مساعٍ حقوقيَّة، يقودها أفراد يرمون تعريَة ممارسات جبهة البوليساريُو، قدمَ مجموعة صحراويين من ضحَايَا جبهة "عبد العزيز"، شهاداتٍ، أمامَ قاضِي المحكمَة الوطنيَّة الإسبانيَّة، حول ما تعرضُوا لهُ من انتهاكَاتٍ نالتْ من كرامتهمْ. رئيس جمعية مفقودي "البوليساريو"، الذِي ليسَ إلَّا واحدًا من ضحايا الانتهاكات، أدلَى بشهادته في المحكمَة، عقبَ استدعائه، شأنَ سعداني ماء العينين، ابنة الراحل الوالي الشيخ سلامة، التي تحدثت عن الظروف غير الإنسانيَّة التي عاشتها كما الداهِي، في مخيمات تندوف، حيثُ مورسَ التعذيب على الشاهدين اللذين لا زَالَا يعانيانِ من آثاره. وفِي أعقاب استماع قاضِي المحكمَة الوطنية بإسبانيَا إلى الشاهدين، أدلى الداهي أكاي، بتصريح أوضحَ فيه مجريات الشهادة، قائلاً إنهُ وصفَ، بمعيَّة سعداني أمامَ القاضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي كانا ضحايا لها طيلة سنوات بمخيمات تندوف، مؤكدين بذلك تهم الإبادة والإختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" الموجهة لما يربُو على ثلاثين من قيَّاديِّي البوليساريو. أكَايْ أردفَ أنهُ لازال يعاني من آثار التعذيب الذي مارسه عليه قياديُّو البوليساريُو، وَأنه أطلع قاضي المحكمة الوطنية، في العاصمة الإسبانيَّة، على ظروف الحياة المزرية في مخيمات تندوف، التِي يتعرضُ فيها الضحايا لممارسات مهينَة. فِي سياقٍ ذي صلة، قالت ابنة الراحل الوالي الشيخ سلامة، سعداني ماء العينين، إنَّ إدلاءها بشهادتها أمام المحكمة الإسبانية شكلَ لحظَة تاريخيَّة بالنسبة إليها، وإلى ضحايَا البوليساريو، بالنظر إلى ما يحدوها من رغبَة لإيصال صوتِ الآلاف ممن يرزحونَ تحت نير البوليساريُو، مضيفةً أنها تحدثت للقاضي عما كابده والدها من تعذيب، مورسَ من لدن، ما سميَ وزير الإعلام لدى البوليساريُو "سيدِي أحمد بطَلْ". المتحدثة شددت على ضرورة تحقيق العدالة، وعدم إفلات المتهمين من العقاب، على خلفيَّة ما اقترفوه من جرائم خطيرة ضد الآلاف من الضحايا الأبرياء"، مبديَة ثقتها في القضاء الإسبانِي، وأملها فِي أن يكون منصفاًّ. إلى ذلك، أفادَ محامي الضحايا خوسيه مانويل روميرو، أن الداهي أكاي وسعداني ماء العينين خضعا لفحص طبي، قصد تحديدِ آثار التعذيب الذي تعرضا له، قبل أن يقدمَا شهادتيهما أمام القاضي، مضيفاً أن ضحايا آخرين سيتمُّ استدعاؤهم كيْ يتم الاستماعُ إلى شهاداتهم. روميرو أضافَ أن القاضي الإسباني، الذي قضى بقبول هذه الشكاية التي وضعت سنة 2007، يأخذ هذا الملف على محمل الجد، وسيسير به حتى نهايته وذلك بغيةَ الكشف عن الحقيقة كاملة. إضافةً إلى الضحيتين، استمع القاضي إلى شاهدٍ يدعَى مصطفى الكوري قال، في تصريح صحفِي بمدريد، إنه وصف للقاضي بابلو روث المعاناة التي كابدها الضحايا بمخيمات تندوف، وكذا الممارسات التي ينهجها قادة "البوليساريو" في قمع السكان. حريٌّ بالذكر، أنَ قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية قبل الشكاية المقدمة في الرابع عشر من دسيمبر عامَ 2007، من طرف الضحايا الصحراويون ضد قادة "البوليساريو"، وضد ضباط في الأمن والجيش الجزائريين متهمين ب"ارتكاب جرائم إبادة والاختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان". ومن بين المتابعين في هذه القضية ، الذين يبلغُ عددهم 29 شخصا ، الممثل الحالي ل"البوليساريو" بالجزائر وممثلها السابق في إسبانيا، إبراهيم غالي، و"وزير" الإعلام في "الجمهورية الوهمية" سيدي أحمد بطل، و"وزير" التربية البشير مصطفى السيد، والممثل الحالي للانفصاليين بإسبانيا جندود محمد. وتشملُ المتابعة أيضاً كلًّا من محمد لوشاع الممثل السابق ل"البوليساريو" في جزر الكناري، الذي توفي مؤخرا بلاس بالماس، وخليل سيدي محمد "وزير" المخيمات، ومحمد خداد المنسق الحالي مع المينورسو والمدير العام السابق للأمن العسكري ، بتهمة تعذيب السكان في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.