نظّم عدد من النشطاء المصريين في مجال المجتمع المدني حملات عديدة لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي خلال عيد الفطر، خاصة مع ازدياد حوادث التحرش بالفتيات والنساء في الأعياد والمناسبات في مصر. "استرجل" (كن رجلا) أحدث تلك الحملات التي ابتكرها النشطاء حيث تم إطلاقها قبيل عيد الفطر بهدف مناهضة أشكال التحرش الجنسي وتحديدا في مترو أنفاق القاهرة، الذي يعد من الأماكن المزدحمة جدا، خاصة في أوقات الأعياد، ويشهد حالات تحرش متكررة. وقال مسئول الحملة "أنور إبراهيم" إن حملة "استرجل" لمناهضة التحرش الجنسي بالفتيات خلال عيد الفطر أطلقها عدد من العاملين بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق وذلك بعد زيادة حالات التحرش بشكل ملفت خلال الأعياد الماضية. وكان المقدم محمد الزغبي من الإدارة العامة للآداب بوزارة الداخلية المصرية، قد أوضح في تصريحات سابقة للاناضول، أن بيانات الاحصاء الجنائي تشير إلى أن جرائم التعرض للنساء(التحرش) وصلت خلال عام 2012، إلى 9 ألاف و468 حالة، لافتاً إلى أن محافظة الاسكندرية، شمالاً، سجلت فيها أعلى المعدلات، بينما محافظة شمال سيناء، شرقاً، لم تسجل فيها أي حالات تحرش. وأضاف ابراهيم الذي يعمل موظفاً في مترو أنفاق القاهرة لمراسلة وكالة "الأناضول" أن الحملة بدأ التحضير لها قبل أيام من حلول عيد الفطر وذلك من خلال الصفحة الرسمية لمترو أنفاق القاهرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأشار إلى أنه تم دعوة الشباب من الجنسين للمشاركة فيها من خلال النزول لعربات المترو في أيام عيد الفطر لتعريف الركاب بالحملة وأهدافها ودعوتهم لمنع حدوث أي حادثة تحرش وعدم الصمت عن هذه الجريمة. وحول الآليات التي تتبعها الحملة لتحقيق غايتها أشار المسئول إلى أن الحملة اتتبع عدد من الآليات؛ أولها عمل سلاسل بشرية في محطات المترو لتعريف المسافرين بالحملة ومنع المراهقين من التحرش بالفتيات داخل وخارج محطاته، وثانياً انتشار عدد كبير من الفتيات داخل عربات المترو المخصصة للسيدات وذلك بغية تعريفهن بمفهوم التحرش، ودعوتهن لرفض ركوب أي رجل في عربة السيدات "مهما كانت الأسباب". ولفت إبراهيم إلى أن مجموعة أخرى من المتطوعين المشاركين في الحملة تتركز مهمتهم في منع أي رجل يركب عربة السيدات واقتياده لشرطة المترو وتنظيم محضر بحقه، بالإضافة الى التصدي للمعاكسات التي قد تصدر من بعض الصبية الذي يستغلون الازدحام الذي تشهده أيام العيد للتحرش بالفتيات والسيدات. ويرتدي متطوعو الحملة يرتدون زياً موحداً أبيض اللون عليه شعار الحملة لتمييزهم أثناء تجولهم في محطات وخطوط المترو، بحسب إبراهيم. في الوقت ذاته شهدت محافظتي الدقهلية بدلتا النيل، شمالا، والسويس، شرقا، فعاليات مختلفة ضمن الحملة، حيث أكدت مراسلة الأناضول في الدقهلية قيام مجموعة من النشطاء في مدينة المنصورة بتشكيل لجان لمكافحة ظاهرة التحرش في الحدائق والمتنزهات والشوارع، وذلك من خلال عمل سلاسل بشرية وتوزيع منشورات توعية على الشباب، وتشكيل فرق في اماكن الازدحام من اجل ضبط المتحرشين وتسليمهم للشرطة. أما في السويس فطالب ناشطون قوات الأمن والشرطة بالتصدي لظاهرة التحرش التي "استفحلت في مدن السويس المختلفة"، وذلك حسبما عبروا لمراسل الأناضول. وقال اسلام مصدق، عضو جبهه ثوار السويس لمراسل الأناضول إن على الشرطة القيام بواجبها "في حماية المواطنين والتصدي للبلطجة وظاهرة التحرش". ومن ناحية الشرطة أكد مصدر أمني بمديرية أمن السويس أن مباحث الأحداث وشرطة الآداب تقوم بحملة موسعة لضبط حالات التحرش ومحاوله منعها، حيث أسفرت الحملة عن ضبط عدد من المتهمين بالتحرش الذين تحرشوا بفتيات في الميادين العامة وأمام دور السينما بوسط البلد، مؤكداً وجود دوريات تجول جميع شوارع السويس على مدار الساعة لمكافحة هذه الظاهرة والقبض على من يقوم بالتحرش. وكانت وزارة الداخلية أنشات وحدة خاصة لمواجهة العنف ضد النساء، تكون معنية بالبحث والتحقيق في قضايا التحرش والضرب وجميع أشكال العنف الممارس ضد المرأة المصرية، استجابة لمطالب عدد من الحركات النسائية بعد انتشار الظاهرة بشكل كبير. في سياق متصل، أعلنت مبادرة "شفت تحرش"، استمرار جرائم العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في محيط منطقة وسط البلد بالقاهرة، وذلك خلال أيام عيد الفطر. و"شفت تحرش" هي إحدى المبادرات الشبابية التي تهدف لمكافحة ظاهرة التحرش ضد النساء وتزامن تأسيسها مع ازدياد معدلات التحرش وخاصة بميدان التحرير في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. وفي تقرير أصدرته، أكدت المبادرة أن غرفة العمليات التابعة لها والمخصصة لاستقبال نداءات الإستغاثة من النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش، استقبلت خلال العيد نداء استغاثة من فتاة بإحدى ممرات محطه مترو انور السادات بمحيط ميدان التحرير وسط القاهرة، واتجهت احدى مجموعات الانقاذ التابعة للمبادرة التي أمنت خروجها الى مكان آمن. وشددت المبادرة، في تقريرها، على ضرورة مكافحه كافة جرائم العنف ضد النساء والفتيات وخاصه جرائم العنف الجنسي والتحرش الذي بات "وباءً يعكر صفو عموم المواطنات والمواطنين"، على حد وصفها. وشملت جولات الرصد والمتبعة الميدانية التي تنظمها المبادرة خلال عيد الفطر، عددا من المناطق وأماكن التجمع وسط القاهرة شملت عدداً من الميادين والشوارع الرئيسية ودور السينما. ولفت التقرير، إلى ارتفاع معدلات جرائم التحرش الجنسي، وتدني اعمار المتحرشين إلى 8-10 سنوات، مع "عدم وجود عقوبات رادعة للمتحرشين"، على حد قوله. وأصدرت المحاكم المصرية عام 2008 أول حكم قضائي يجرّم التحرش الجنسي، حيث قضت محكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات بحق مواطن لإدانته بجريمة التحرش ضد مخرجة للأفلام الوثائقية. وأعلنت مبادرة شفت تحرش في بيان لها اليوم السبت عن سقوط قتيلة ضحية للتحرش الجنسي في محافظة الغربية بالدلتا، وذلك بعد أن وقفت أمام سيارة لردع راكبها عن التحرش بها فأسرع الشاب بسيارته ودهسها محاولًا الهرب. وطالبت المباردة رئيس مصر المؤقت المستشار عدلى منصور بضرورة إستصدار قانون عاجل يجرم كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات فى مصر .