رغم أن كل اهتمامي انصب خلال هذا الأسبوع على الصفعة التي تلقتها حرية الرأي في المغرب الجديد باعتقال محمد الراجي ،إلا أن الذي أثارني هو الخبر الذي نشرته جريدة "إلرسطو ديلكرلينو" الإيطالية في عددها الورقي ليوم الإثنين حول من أسمته بلاي بوي ليبيا ،أي ساعدي معمر القذافي ، ونحن نعلم بأن ساعدي هذا ما توشك شرايين حساباته في الأبناك على الاختناق بما يستنزفه من دماء الشعب الليبي ،حتى يتمادى في الإنفاق ،لتنفيسها، بإقامة حفلات باذخة بمناسبة و بدون مناسبة ، هنا أو هناك ،أو يصرف منها على فريق لكرة القدم لكي يمارس لعبته المفضلة مدعيا بأنهم اشتروه كما مع فريق بيرودجا الذي ضبط في صفوفه متناولا للمنشطات وتم توقيفه قبل أن يخوض ولو دقيقة واحدة من اللعب،أو في فريق الأودينيزي حيث لم يُنه ربع شوط من مباراة حتى غادر الميدان لاهثا بعينين جاحظتين وشفة سفلى تدلت حتى كادت تلامس العشب الأخضر. ما نشرته "إلرسطو ديلكرلينو" في هذا الأسبوع هو حفل أقامه في يخته الراسي على مياه كوستا إزميرالدا بجزيرة ساردينيا ووجه الدعوة فيه إلى الكثيرين من نجوم الرياضة والفن، طبعا هذا ليس بغريب عن تريكة معمر ، التي تستأثر بالسلطة والنفوذ المطلق وتستهتر بثروات حفداء عمر المختار، ولكن الغريب أنه استقبل ضيوفه عند مدخل اليخت رشا بالشمبانيا ، بل وسقاهم بها سقيا والسقي هنا ،تشير الجريدة ،ليس مبالغة أو كما يفعل أبطال الفورمولا وان ولكنه كان سقيا كما تسقى النباتات، يعني المهبول كان تايخوي عليهم الشامبانيا من راسهم حتى لرجليهم ،إيذانا بليلة "رمضانية" ماجنة يلتف فيها الساق على الساق وتتمايل الأعناق والكؤوس وتتساقط الرؤوس على الرؤوس، منذ احمرار الشفق، وإلى أن يفقد ساعدي ساعده وما تبقى من رشده (إن كان له رشد) مشدوها بالممثلة وعارضة الأزيا ء،الحسناء ، فانيسا هاسلر،جهات أخرى تحدثت عن إعجاب ودعوة كلاسيكية للرقص توطئة لليلة واحدة حمراء بمئات ألاف الدولارات. في صغري كنت عندما أسمع القذافي يتكلم ولا أفهم شيئا أقول لنفسي هذا زعيم ورئيس دولة ولديه كتاب اسمه الكتاب الأخضر، وأجهد عقلي الصغير في الفهم ،لكنني لا أفهم ،ومع الزمن فهمت ، فهمت بأن الكتاب هو اخضر غير حيت ما طايبش،وبأن تريكة معمر بأكملها إذا تكلمت ما عليك إلا أن تلف رأسك ماشي بالزيف ولكن بالسلك وتزيّر مزيان لكي لا ينفجر، أما إذا تحركت هذه التريكة العوجة فيتحرك الطيش والهبل، ويستوي في هذا عندهم ،الذكر بالأنثى ، فعائشة القذافي التي تتبجح بدكتوراة أهداها إياها صاحب الخيمة والتاج جبرا لخاطرها بعد أزمة نفسية ، لازلنا نتذكر خرجتها البلهاء في الهايد بارك ،وقبل أيام فقط طوي ملف خادمي هنيبغل ،المغربي وزوجته التونسية بسويسرا ،والأغرب دائما و كالمعتاد فإن "ملك الملوك" عوض أن يربي أبناءه،فإنه يثور مع كل فضيحة يثيرونها ويتوعد بقطع العلاقات الديبلوماسية والنفط وأنابيب الغاز،مزهوا بنزقهم ونزواتهم التي لا شك يحقق بها ذروته وذاته و رغبات أخرى مؤجلة في نفسية بومنيار.. بسذاجتي ، سذاجة البسطاء ، دعوني أتساءل ،لماذا لا يساهم ساعدي (هدّ الله ساعده) في إفطار ولو عينة صغيرة من الأعداد الكبيرة التي تكتظ بها المساجد في إيطاليا طيلة هذا الشهر، و لماذا لايعفي الجمعيات الخيرية والكنائس ولو ليلة واحدة ويتكفل بقدر أقل من ثمن ما صبه على رؤوس ضيوفه من شامبانيا ، لإفطار المهاجرين السريين في إحدى مراكز الإيواء، المحاصرين بالأسلاك العالية والغربة والصوم بعيدا عن رغيف الأم ورائحة الأهل، ببساطة ،لأنه من تريكة معمر التي لم تألف غير العربدة واللهو وتقديم الصورالحية كل يوم عن العربي الماجن كما روجت له السينما الأمريكية. قصة ساعدي بلاي بوي ليبيا هذه سبقتها بأسابيع قليلة قصة الممثل الأمريكي جورج كلوني مع سيدة إيطالية بإحدى المدن الشاطئية ،بينما كان يتجول ارتطمت السيارة الفاخرة التي كان يقودها بسيارتها وألحقت بها أضرارا كبيرة، وبعد أن قاما معا بملء استمارات التأمين وأودعت السيارة المتضررة بمرأب للإصلاح ،مرت يومين فقط لتتلقى السيدة مكالمة هاتفية تدعوها إلى الذهاب إلى المرأب لأن سيارتها جاهزة، ذهبت السيدة ، فماذا وجدت..!! وجدت سيارة أخرى جديدة من نفس النوع واللون فوقها باقة ورد وورقة مكتوب عليها :"متأسف جدا لما وقع ،أتمنى أن تسامحينني " إمضاء : جورج كلوني .
الخبر نشرته العديد من الصحف وعنونته إحداها : "جورج كلوني يالك من رجل نبيل". "" تريكة معمر= سلالة معمر