اشتد الصراع الانتخابي على مستوى دائرة مديونة، التابعة لجهة الدارالبيضاءسطات، بين مجموعة من الأحزاب السياسية، بعدما قرر حزب العدالة والتنمية ترشيح المقرئ الإدريسي أبو زيد بهذه الدائرة. وأربك ترشيح عضو حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، مجموعة من الأسماء الوازنة التي تسعى إلى الحصول على مقعدها في هذه الدائرة. ودفعت رغبة حزب "البيجيدي" اقتحام هذه الدائرة إلى تحرك الأحزاب السياسية الأخرى للنزول بقوة لقطع الطريق عليه لكسب مقعد بها، خصوصا وأنه قد يستغل المناطق المهمشة والأحياء الصفيحية لاستمالة أصوات الناخبين بها، رغم عدم توفره على مستشارين بجماعات الإقليم. ويبذل البرلمانيان الحاليان صلاح الدين أبو الغالي وأمين هاشم قصارى جهدهما للعودة مجددا إلى المؤسسة التشريعية لولاية أخرى، ومنع حزب العدالة والتنمية من ذلك. في المقابل، فإن ظهور حزب التجمع الوطني للأحرار بهذه الدائرة، بترشيحه الأستاذ الجامعي أمين نقطى، الذي يتوفر على دعم كبير من قيادة الحزب، يعطيه حظوظا كبيرة للفوز بالمقعد التشريعي؛ إذ يتوقع أن يتصدر نتائج الانتخابات. وتشير المعطيات المتوفرة لهسبريس إلى أن حظوظ مرشح حزب العدالة والتنمية تظل أقل مقارنة مع مرشحي أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة والاستقلال، وهو ما سيجعل الصراع يحتدم مخافة وقوع مفاجآت في آخر لحظة. ويراهن حزب الأصالة والمعاصرة على صلاح الدين أبو الغالي، رئيس جماعة مديونة، بحكم عدد الجماعات التي يسيرها الحزب بالإقليم وعلاقاته في المنطقة، فيما يعول حزب الاستقلال على رئيس جماعة المجاطية، وحزب التجمع الوطني للأحرار على أمين نقطى الذي يتوفر على شعبية بمختلف الجماعات التابعة لإقليم مديونة. وصرح المنسق الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الدارالبيضاءسطات محسن مفيدي بأن تزكية المقرئ أبو زيد ينتظر الإعلان عنها من طرف الأمانة العامة، معتبرا أن ترشيحه المقرئ سيعيد للحزب ديناميته بالمنطقة. وقال مفيدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الحزب كانت له صعوبات تنظيمية بمديونة، غير أن ترشيح المقرئ أبو زيد من شأنه أن يكون سببا في إعادة الحيوية إليه، ويشكل عنصرا إيجابيا سيساهم في التفاف المناضلين حوله نظرا لشعبيته". ورغم عدم توفره على مستشارين بالإقليم بعد رحيل أعضاء منه صوب حزب التجمع الوطني للأحرار منذ مدة، أورد المتحدث نفسه أن حظوظ حزب العدالة والتنمية متساوية مع حظوظ باقي المترشحين. من جهته، مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار أمين نقطى قال إن ترشحه يأتي تلبية لرغبة المواطنين في دائرة مديونة، ورغبة منه في المساهمة في تطوير وتنمية المنطقة التي تعاني الهشاشة. وأضاف الأستاذ الجامعي، في تصريح لهسبريس، أن "ساكنة مديونة في حاجة اليوم إلى نخب جديدة تقطع مع ممارسات الماضي بشكل نهائي"، معربا عن اعتقاده أن برنامج حزبه التجمع الوطني للأحرار الذي سطره بمعية فريقه لدائرة مديونة، "هو الأمثل لإخراج سكان هذه الدائرة من الهشاشة".