بدا سجَّان المملكة حفيظ بنهاشم كأنه لم يكن يعلم بقرار إقالته من طرف الملك محمد السادس سوى من الصحافة، عندما أبدى دهشته من مضمون الخبر بعد أن اتصلت به إحدى الصحفيات تطلب منه تعليقا على قرار إقالته، إذ طلب منها قراءة البلاغ الملكي الذي يُحمله المسؤولية كاملة عن فضيحة الاسباني "دانيال" مغتصب الأطفال المغاربة. وكان أول تعليق للرجل، الذي تأتمر له سجون البلاد، حول قرار الإطاحة به، بأن "البلاغ الملكي واضح، فالإدارة قدمت معلومات خاطئة عن الاسباني "دانيال" للديوان الملكي، وبالتالي أردف بنهاشم فإن الإدارة من أخطأ، ولست أنا، وعلى كل حال أنا أتحمل مسؤوليتي" يجزم سجان المملكة. وأوضح المندوب السامي لإدارة السجون وإعادة الإدماج بأن "المعلومات التي قدمت عن "دانيال" خصوصا التهمة والحكم هي لمعتقل إسباني آخر، مضيفا أن "الخطأ ارتكب بسبب تقارب في الأسماء بين السجينيْن". وكان آخر نشاط رسمي قام به بنهاشم، قبل قرار تحميله مسؤولية فضيحة العفو عن "الوحش" الاسباني، أنه قام بزيارة مفاجئة للمعتقل الإسلامي علي أعراس الذي كان يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الثالث من يوليوز الفائت، بعد أن بلغ إلى علمه تدهور حالته الصحية بشكل حاد. وبدا بنهاشم متعاطفا مع حالة "أعراس" الصحية، حيث أمر مدير سجن "سلا 2 " بتمتيع هذا المعتقل الإسلامي بكافة حقوقه السجنية، طالبا منه "فك الإضراب بعدما استمع لمطالبه مباشرة، وبحضور مدير السجن وبعض المسؤولين من مندوبية السجون". وكان بنهاشم من بين الذين تقدموا إلى تحية الملك محمد السادس خلال حفل الاستقبال الذي خصصه لمختلف مسؤولي البلاد وزعماء الأحزاب، وذلك بمناسبة الذكرى 14 لاعتلائه عرش أسلافه يوم الثلاثين من يوليوز المنصرم، وهي المناسبة ذاتها التي أعلن فيها العفو عن الاسباني "دانيال". وظهر بنهاشم في آخر نشاط رسمي له مع الملك محمد السادس عندما كان أول مستقبليه، قبل أيام قليلة، بمناسبة حفل تدشين الملك لدار الأمهات بالمؤسسة السجنية عكاشة بالدار البيضاء، حيث ظل أغلب الوقت "صامتا" بجانب مستشارة الملك زليخة ناصري يعاين أنشطة الملك وتواصله مع سجناء وسجينات "عكاشة". وشغل بنهاشم، من مواليد مدينة مكناس، عدة مناصب بالإدارة العامة للأمن الوطني بعد أن التحق بها سنة 1971 حتى أصبح مديرها العام في الفترة الممتدة بين ماي 1997 إلى يوليوز 2003، قبل أن يعينه الملك في منصب المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وهو حاصل على وسام العرش من درجة قائد.