انتقادات لاذعة تطال المصحات الخاصة بسبب الفواتير "الخيالية"، كما يصفها البعض، التي يؤديها المعالجون داخلها من المصابين بفيروس كورونا، والتي يصل بعضها إلى عشرات الملايين من السنتيمات. وتتضمن إحدى الفواتير التي يجري تداولها على نطاق واسع وتعود إلى مصحة خاصة بأكادير، مبلغا ماليا يناهز خمسين مليون سنتيم، هي كلفة الاستشفاء والإنعاش وتصوير الأوعية الصدرية والأوكسجين والتحليلات المخبرية والأدوية والتصوير الإشعاعي للقلب. وتكشف فاتورة أخرى لمريض لم يقض في المصحة التي عولج فيها سوى ثلاثة أيام، حيث دخلها يوم 29 يوليوز وغادرها يوم ثاني غشت الجاري، مبلغا يزيد على خمسة ملايين ونصف مليون سنتيم. وخلفت الفواتير المسربة غضبا كبيرا في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامات لأرباب المصحات الخاصة ب"الجشع"، لا سيما وأن الفترة الراهنة تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل تجاوز الظرفية الصعبة التي تمر منها البلاد جراء أزمة جائحة كورونا. وطالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وزارة الصحة بالتدخل من أجل ثني المصحات الخاصة عن "استغلال" ظروف الجائحة لفرض أسعار استشفاء عالية على المواطنين، بينما اعتبر آخرون أن هذه المصحات ما كانت لتفرض التسعيرة المرتفعة التي تطبقها لو كانت المستشفيات العمومية تقدم خدمات في المستوى. في المقابل، يرى أرباب المصحات الخاصة أن كلفة علاج مرضى كورونا داخل مصحاتهم "عادية"، بحسب تعبير رضوان السملالي، رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، مضيفا أن هذا النوع من العلاج "مكلف ولديه ضوابط معروفة، ويتطلب موارد بشرية كافية لمواكبة صحة المريض". السملالي قال في تصريح لهسبريس إن المرضى المصابين بفيروس كورونا يكونون في حالة صحية حرجة، ويحتاجون إلى الأوكسجين، فضلا عن عدم توازن أعضائهم الحيوية، مثل القلب والكبد والكليتين، وهو ما يتطلب رعاية طبية مكثفة. وفي الوقت الذي تتعرض فيه المصحات الخاصة لانتقادات شديدة بسبب الأرقام الواردة في فواتير علاج المصابين بكورونا، اعتبر السملالي أن الإنعاش داخل المصحات كان يكلف حتى قبل كورونا 7000 إلى 8000 درهم في اليوم. ويعاني المواطنون المعالجون من فيروس كورونا داخل المصحات الخاصة من إشكال آخر، يتمثل في التغطية الصحية؛ إذ أفاد السملالي بأن هذا الموضوع لا يزال يكتنفه الغموض، حيث كانت صناديق التأمين في البداية ترفض تحمّل المرضى قبل أن تقرر تحملهم، غير أن التعاطي مع الملفات يتسم بالبطء، ما يجهل المريض مجبرا على تسديد ما بذمته. وتابع المتحدث بأن جمعية المصحات الخاصة سبق لها أن اقترحت على الوكالة الوطنية للتأمين الصحي إحداث تأمين خاص بتعويض مرضى فيروس كورونا، غير أن هذا الطلب لم تتم الاستجابة له إلى حد الآن.