بعد انتشار العديد من الشكاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين ينتقدون الكلفة الباهظة للعلاج من مرض كوفيد 19، في المصحات الخاصة ومطالبتهم بشيكات الضمان تصل قيمتها إلى 6 ملايين سنتيم، أثار برلمانيون الموضوع في مجلس المستشارين الثلاثاء الماضي 17 نونبر، مع وزير الصحة خالد آيت طالب، فيما دافع رضوان السملالي، رئيس جمعية المصحات الخاصة، في حوار مع "راديو دوزيم" عن موقف المصحات. وانتقد عبدالسلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، سلوك المصحات مع مرضى كوفيد، معتبرا أن تعاملها مع المواطن "كارثة كبرى"، مشيرا إلى أن الضجة أصبحت حديث الرأي العام، واتهم المصحات ب"الجشع والعجرفة وتحقير وإهانة المرضى"، مشيرا إلى شهادات صادمة جرى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يشتكي فيها المواطنون من الكلفة الباهظة للعلاج في المصحات، ومن إلزامهم بأداء شيكات الضمان، ورفض تسليم الفواتير. ورد وزير الصحة برفض اتهام جميع المصحات بممارسات غير قانونية، داعيا إلى "عدم التعميم"، وقال إن لجوء المصحات إلى الشيكات على سبيل الضمان سببه "غياب نظام إلكتروني يتيح التعرف على البيانات المتوفرة لدى شركات التأمين من أجل التعرف على ما إذا كان المريض يستفيد من التأمين أم لا". لكنه شدد على أن القانون يمنع على المصحة أن تطلب من الأشخاص المتوفرين على تأمين توفير ضمانة نقدية، أو بواسطة شيك أو بأي وسيلة أخرى من وسائل الأداء، ماعدا المبلغ المتبقي على عاتقهم. وأضاف الوزير أن وزارته لم تتوصل بأي شكاية من المواطنين، وأن كل من يجري الحديث عنه تتناوله فقط وسائل الإعلام، وعلق قائلا: "لم نتوصل بأي شكاية من المواطنين بهذا الشأن. نحن نتفاعل فقط مع المنابر الإعلامية"، مضيفا: "نحن نشتغل بالإدارة وليس بما يروج في المنابر الإعلامية"، ودعا الوزير إلى البحث عن "حلول لهذه الظاهرة تحفظ مصالح الطرفين"، من جهة "المصحات التي يجب أن نمكنها من حلول بديلة لضمان أداء واجبات العلاج والاستشفاء"، ومن جهة ثانية، "نضمن حماية المرتفقين من المرضى وعائلاتهم من التجاوزات التي يمكن أن يتعرضوا لها في بعض المصحات"، مشددا على أن الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، توافق الوزارة على ضرورة التصدي للممارسات غير القانونية. من جانبه، قال رضوان السملالي، رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة في المغرب، إن كلفة العلاج في الإنعاش الذي يخضع له المريض بكوفيد 19 "باهظة"، بحيث تتراوح بين 7 آلاف و8 آلاف درهم عن كل يوم، وإن المريض المصاب يمكن أن يستهلك 5 آلاف درهم في اليوم من الأكسيجين، ولهذا فإن كلفة العلاج عالية، حسب قوله. واعتبر أن المشكل يوجد في منظومة التغطية الصحية )الكنوبس والضمان الاجتماعي( التي تحدد مبلغ 1500 درهم فقط، لتعويض الخضوع للإنعاش. ودافع السملالي، الذي استضافه برنامج "ادخلوا الضيف"، على "راديو دوزيم"، الأربعاء الماضي، على مطالبة بعض المصحات للمرضى بأداء المبلغ نقدا، ورفض التعامل بالشيك، قائلا: "حتى إدارة الضرائب ترفض الشيك العادي وتطالب إما بالشيك المصادق عليه أو الأداء نقدا"، مشيرا إلى أن هناك مشاكل في عدم استخلاص حقوق المصحات بعد العلاج. وبخصوص شيكات الضمان التي تطالب بها بعض المصحات، والتي قد تصل إلى 7 ملايين سنتيم، فقد اعتبرها السملالي عادية، لأن المصحات تخشى عدم تحصيل حقوقها المادية، بعد العلاج المكلف. وعن سؤال حول كيف تتصرف المصحات في حالة عدم تقديم المريض لشيك أو نقود تصل أحيانا إلى 6 ملايين سنتيم قبل دخول المصحة، رد السملالي، بأن المصحات هي "قطاع خاص لديه تكاليف"، ويقدم العلاجات بمقابل، و"ليست مهمتها معالجة مشاكل الفقر والفاقة في المغرب"، حسب قوله.