لمْ يُخفِ رئيس الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وعضو مكتبه السياسي، رشيد روكبان أنّ تحالف حزب ال"PPS" مع حزب العدالة والتنمية غداة الانتخابات التشريعية الماضية لم يكن سهلا، وأنّ قرار التحالف، حسب قوله "كان قرارا صعبا جدّا، في ظلّ وجود أصوات داخل الحزب كانت معارضة للتحالف مع حزب المصباح". وقال روكبان في لقاء نظمه الفرع المحلي لمقاطعة بطانة بسلا لحزب التقدم والاشتراكية، ليلة أمس الجمعة، إنّ قرار التحالف، تمّ باستقلالية تامّة، "في زمن أصبحت فيه الاستقلالية عملة نادرة في الحياة السياسية المغربية"، مضيفا، أنّ الذي جعل الحزب يقرر المشاركة في الحكومة الحالية "هو الرغبة في استمرار الأوراش الكبرى التي فُتحت في عهد الحكومات السابقة، التي كان حزبنا مشاركا فيها". وبخصوص تعارض المنطلقات الإيديولوجية بين حزب العدالة والتنمية (اليميني)، وحزب التقدم والاشتراكية (اليساري)، قال روكبان "تحالُفنا مع العدالة والتنمية كان بعدما تلقينا ضمانات بعدم وقوع أيّ تجاوزات في مجال الحقوق والحريات والمناصفة والمساواة بين المرأة والرجل"، مضيفا أنّ المشاركة في الحكومة الحالية كانت أكثر تأثيرا من كل مشاركات الحزب السابقة، "بفضل القطاعات الوزارية المهمّة التي يشرف على تدبيرها". وعمّا حدث قبل أن تنفطر عقدة التحالف الحكومي السابق، بعد إعلان المجلس الوطني لحزب الاستقلال عن قرار الخروج من الحكومة، قال روكبان إنّ التغيير الذي عرفته بعض الأحزاب على مستوى القيادة –في إشارة إلى انتخاب حميد شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال- أدّى إلى بروز خلافات بين الأغلبية الحكومية، "وبدأنا نلمس أشياء تؤثر على سيْر عمل الأغلبية، حيث كنا نتفق على أشياء معيّنة داخل الأغلبية ونقرأ أشياء مخالفة تماما في الصحف. كانت هناك ازدواجية في الخطاب، لتغليط الرأي العام، أمّا على مستوى مكونات الحكومة فقد ظل الانسجام قائما بين جميع الوزراء، بمن فيهم وزراء حزب الاستقلال المكلفين بتصريف الأعمال". وعن المنعطف الذي وصلته الأغلبية الحكومية حاليا، بعد إعلان حزب التجمع الوطني للأحرار، ليلة أمس الجمعة، عن قرار الانضمام إلى الحكومة، أوضح رئيس الفريق البرلماني لل"PPS" إنّ انضمام الأحرار إلى الحكومة لا يعني أنّ الأمور نجحت بشكل نهائي، إذ أن الشوط الثاني من المشاورات سينطلق بين مكوّنات الأغلبية الحكومية الجديدة، من أجل الخوض في التفاصيل، "ونحن الآن أمام سيناريوهين، إمّا أن تنجح هذه المشاورات، وهذا ما نتمناه، أو تفشل، وحينها سنكون أمام خيار واحد، وهو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، في ظلّ صعوبة استمرارية حكومة أقلية، وهذا ما لا نتمنّاه". عن هذه النقطة أشار روكبان إلى أنّ إجراء انتخابات سابقة لأوانها سيكون مكلفا، ماديا وسياسيا واجتماعيا، غير أنه عاد ليقول إنّ حزب التقدم والاشتراكية مستعدّ لخوض انتخابات سابقة لأوانها، في حال ما إذا كانت هي الخيارَ الوحيدَ المتاحَ، وأضاف "إذا أجريت انتخابات سابقة لأوانها سنسعى إلى تحقيق نتائج أفضل، مقارنة مع نتائج الانتخابات التشريعية الماضية، التي كنا ننتظر أن نحقق فيها نتائج أحسن وأفضل، لولا تدخّل المتدخّلين وعبث العابثين، والضغوطات والجهود التي بُذلت حتى لا نحقق نتائج إيجابية"، على حدّ تعبيره، دون أن يسمّي "الجهات" التي قال إنها حالت دون تحقيق الحزب لنتائج أفضل في انتخابات 25 نونبر.