فيما لا تزال تداعيات «زلزال» إعلان برلمان الاستقلاليين الانسحاب من الحكومة، سارع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى بعث نائبه، وزير الدولة، إلى اجتماع الفريق النيابي للحزب صباح أمس الإثنين، في مهمة عنوانها الرئيس تهدئة صفوف البرلمانيين وشرح تطورات وتداعيات «زلزال» إعلان المجلس الوطني لحزب الاستقلال انسحابه من الحكومة. وبدا كاتم أسرار بنكيران وذراعه الأيمن غير مبال بقرار الاستقلاليين، إذ أكد قبل ولوجه القاعة المغربية بمجلس النواب، التي تحتضن أسبوعيا اجتماع فريق العدالة والتنمية، أن «الحكومة وحزب العدالة والتنمية لم يتلقيا أي إبلاغ رسمي بشأن انسحاب الاستقلال من الحكومة». ولهذا يضيف باها «أنا لا أملك التعليق على قرار اتخذه مجلس وطني لحزب لأن هذا شأن داخلي وقرار سيادي». إلى ذلك، كشف باها، خلال الكلمة التي ألقاها أمام برلمانيي الحزب، أنه إلى حد الساعة لم يتوصل الحزب رسميا بأي قرار من حزب الاستقلال بشأن الخروج من الحكومة، مشيرا إلى أن هدف حزبه ليس السلطة، وأن موقع حزبه هو الإصلاح من أي موقع كان، سواء في الأغلبية أو المعارضة، وخدمة الوطن. وفي معرض تشريحه للوضع الدستوري بعد قرار برلمان حزب علال الفاسي الانسحاب من الحكومة، أوضح نائب الأمين العام للعدالة والتنمية أن دستور المملكة الجديد فيه الإجابات الكاملة عن الوضع الحالي، حيث يطرح سيناريوهين: بقاء حزب الاستقلال في الأغلبية الحكومية أو تشكيل أغلبية جديدة وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها.غير أن اللافت في تدخل باها هو إشارته إلى أن الإشكال المطروح بالأساس هو إشكال سياسي مرتبط بالتكلفة السياسية والمالية للمرحلة القادمة، وبالمسار الذي دخل فيه المغرب، مؤكدا أن على من اتخذ قرار الانسحاب أن يتحمل مسؤوليته. واعتبر باها أنه يتعين «أن نتصرف بمنطق المحافظة على المصلحة الوطنية العليا ولو على حساب مصالحنا الحزبية»، مستعينا بالأمثال لإيصال رسالته إلى شباط، مشيرا إلى أن «امرأتين اختصمتا لدى سليمان في طفل كل واحد منهما ادعت أنها أمه، فحكم أن يقسم بينهما بالسوية فقبلت الأم المدعية، بينما رفضت الأم الحقيقية، وتنازلت عن دعواها لصالح المدعية، فعلم أن الأم الحقيقية هي التي رفضت قسمة الطفل فحكم لها به». من جهة ثانية، علمت «المساء» أن بنكيران استبق قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال بالانسحاب من الحكومة، بعقد لقاء مع حليفه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الجمعة الماضي، لتدارس تداعيات أي قرار للخروج من الحكومة. وكشفت مصادر مطلعة من الأغلبية أن بنكيران وبنعبد الله خرجا بانطباع واحد هو استحالة الاستمرار في التحالف في ظل الأوضاع غير المريحة التي خلقتها هجمات شباط على الأغلبية ووزراء الحكومة، وتعذر الوصول إلى تسوية معه أو اتفاق في ظل نهجه سياسة الضغط المستمر من أجل الحصول على مطالب ثم الانتقال إلى مطالب أخرى. ووفق المصادر ذاتها، فإن بنكيران لم يخف غضبه من محاولة الأمين العام لحزب الاستقلال «تركيعه» و«ممارسة الوصاية عليه»، حينما أكد أن السيل وصل الزبى، من خلال قوله: «آش غادي يدير؟ يضرب راسو للحيط.. يخرج ويهنيني». من جهة أخرى، كشفت مصادر «المساء» أن بنكيران وبنعبد الله اتفقا على أن خير وسيلة للرد على شباط هي الإسراع بإخراج الإصلاحات إلى حيز الوجود، مشيرة إلى أن الحليفين اتفقا على إخراج رزنامة إصلاحات لمواجهة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية ابتداء من الأسبوع القادم.