دعا رشيد روكبان رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، مختلف الفاعلين السياسيين، إلى التقاط الإشارات التي وصفها ب»القوية»، والتي وردت في الخطاب الملكي للذكرى 14 لعيد العرش. وقال روكبان الذي كان يحاضر في موضوع «الوضع السياسي: الراهن والتحديات»، في إطار لقاء تواصلي نظمه الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بطانة يوم الجمعة الماضي بسلا، «إن الخطاب الملكي حمل إشارات قوية على الجميع التقاطها، في مقدمتها تشجيع الحكومة الحالية على الاشتغال وتسجيل الإرث الإيجابي للحكومات السابقة»، مشيرا إلى أن أوراش الإصلاح لم تنطلق مع الحكومة الحالية وهو ما يذهب له حزب التقدم والاشتراكية في تحليلاته وتصوراته التي بنى عليها قرار المشاركة في الحكومة الحالية بشكل ديمقراطي وبكل استقلالية، هذه الاستقلالية التي قال عنها رشيد روكبان «إنها أصبحت، اليوم، عملة نادرة في الحياة السياسية المغربية». في ذات السياق أبرز رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب أن المحددات الأساسية التي ظلت تؤطر مواقف حزب التقدم والاشتراكية، ترتكز بالأساس وبالدرجة الأولى على تغليب المصالح العليا للوطن، وعلى استحضار الحزب لتاريخه النضالي من أجل قضايا الشعب والوطن لأزيد من 70 سنة، وتمسكه باستقلالية قراراته، واحترامه لاتفاقاته والتزامه بتعهداته ومواثيقه. وعبر روكبان عن أسفه لكون بعض الأوساط تسعى لكي تجعل الحكومة الحالية تشتغل في ظروف غير عادية، وعرقلة عملها من الداخل والخارج قصد إفشال هذه التجربة المنبثقة عن انتخابات حرة ونزيهة. ودعا هذه الأوساط، التي لم يذكرها بالاسم، إلى التوقف عن هذا النهج، والتقاط الإشارات القوية من مضامين الخطاب الملكي السامي. وبخصوص انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة وتداعياته على هذه التجربة الحكومية، أفاد رئيس فريق التقدم الديمقراطي أنه بانسحاب حزب الاستقلال أصبحت الأمور واضحة، لكن الوضع السياسي لم يخرج بعد من المرحلة الرمادية. وقال في هذا الصدد «إننا لم نكن سعداء بخروج حزب الاستقلال، وكنا نتمنى أن نستمر معا في الحكومة إلى أن تكمل ولايتها»، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، مهما وقع وعلى الرغم من بعض التصريحات غير المسؤولة، فإنه يكن كل الاحترام لحزب الاستقلال، ويعتز بالعلاقة التاريخية التي جمعته بهذا الحزب الوطني العريق. وحول مشاورات تشكيل الأغلبية الجديدة، أكد روكبان بأن التقدم والاشتراكية يفضل نجاح المشاورات، وعبر عن ارتياحه لقرار التجمع الوطني للأحرار في انتظار الشوط الثاني من المشاورات، مشيرا أيضا إلى موقف حزبه «في حالة تشكيل حكومة جديدة سيكون لنا رأينا وكلمتنا من حيث توجهاتها الأساسية وهيكلتها وموقعنا فيها»، مشيرا إلى أن الخيارات المطروحة اليوم لا تخرج عن نطاق سيناريوهين، إمّا أن تنجح هذه المشاورات، وهذا ما يتمناه الحزب، وفي حال فشلها لن يتبقى سوى خيار وحيد وهو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، في ظلّ صعوبة استمرارية حكومة أقلية، وهذا أمر صعب، كما يضيف المتحدث الذي أكد على أن حزب التقدم والاشتراكية مستعد لكل الاحتمالات بما فيها الانتخابات السابقة لأوانها، لكنه أضاف أنّ إجراء انتخابات سابقة لأوانها سيكون مكلفا، ماديا وسياسيا واجتماعيا. وقام رشيد روكبان، بتشخيص وتحليل التطورات السياسية الحالية التي تعيشها بلادنا وخاصة فيما يتعلق بمشاكل الأغلبية الحكومية، وكيفية تجاوزها. كما توقف عند الدور الذي يضطلع به حزب التقدم والإشتراكية في إطار هذه المشاورات، إضافة إلى ما يشهده المجال التشريعي في مجلس النواب من تفاعلات على ضوء عدد من القضايا المطروحة ومن بينها على الخصوص مراجعة النظام الداخلي لمجلس النواب وحق البرلمان في تقديم مقترحات القوانين التنظيمية. وفي ذات السياق، ذكر رئيس فريق التقدم الديمقراطي أنه لأول مرة في تاريخ المؤسسة التشريعية يتم فيها مراجعة النظام الداخلي للمجلس خارج منهجية التوافق، ولأول مرة ينسحب فريق من لجنة النظام الداخلي، في إشارة إلى فريق التقدم الديمقراطي الذي أعلن انسحابه احتجاجا على عدم احترام بعض الفرق البرلمانية لتعهداته السياسية وأيضا لعدم احترام منهجية التوافق التي تم الاتفاق بشأنها منذ انطلاق النقاش حول النظام الداخلي. وعكس ما يحاول البعض الترويج له، أوضح رشيد روكبان أن فريق التقدم الديمقراطي لا زال قائما قانونيا ويتكون من 20 نائبا ونائبة كاملي العضوية وليس بينهم أي منتسب، وأضاف أن قرارات المجلس الدستوري أثبتت الشرعية القانونية للفريق، مشيرا إلى أن ما يتم الترويج له في وسائل الإعلام من أخبار زائفة وإشاعات مغرضة، ليست مسؤولية الصحافة بل هي مسؤولة مصادر الأخبار غير النزيهة التي تستغل ثقة الصحافيين فيها وتحاول بث أخبار غير صحيحة. يشار إلى أن هذا اللقاء الذي أدارته ماجدولين العلمي عضوة الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بطانة وقدمه الدكتور فؤاد فتحي الكاتب الأول للفرع وعضو اللجنة المركزية، وكانت في مهمة التقرير الشابة إيمان الخيراني عضوة مكتب الفرع، حضره مجموعة من الفاعلين المحليين إلى جانب ثلة من المناضلين والمتعاطفين الذين تفاعلوا مع ما ورد في مداخلة رشيد روكبان من خلال نقاش صريح وعميق حول مجمل القضايا التي تعتمر الراهن السياسي المغربي وتحدياته.