الحكم الصادر في حق الشاب محمد الراجي أكثر من قاس ، بل هو ظالم ، لأن الراجي لم يرتكب أي جريمة يستحق عليها السجن النافذ سنتين كاملتين ، بالإضافة إلى غرامة 5000 درهم ، فما الذنب الذي ارتكبه الراجي؟ "" كل ذنب الراجي أنه كتب مقالا على موقع "هسبريس" يتحدث فيه عن سياسة الريع التي مازلت متفشية في المجتمع المغربي ، فوجهت له تهمة الإساة إلى الملك ليجد نفسه مرميا وراء قضبان السجن المحلي بإنزكان. الطريقة التي اعتقل بها الراجي ومحاكمته يتذكرنا بأنه لاشيء تغير في هذه البلاد ، فالشاب اختطف من دون أن تعلم أسرته بمكان اعتقاله حتى بعث إليها من السجن برسالة قصيرة عبر هاتف نقال لأحد المعتقلين يخبرها أن ابنها معتقل بالسجن المحلي بإنزكان.الشاب اعتقل يوم الجمعة ويوم الاثنين تم تقدميه إلى المحكمة بدون محام ولا دفاع ليصدر عليه الحكم الجاهز بسنتين حبسا نافذا وغرامة 5000 درهم. مثل هذه المحاكمات كان يعتقد المغاربة أنها ولت إلى غير رجعة مع سنوات الرصاص ، لكن مع الأسف مازال الواقع قادرا على تكذيب كل الشعارات التي ترفعها الدولة وتصرف عليها الكثير من أموال الشعب من أجل تلميع صورتها الملطخة بماض لا تعرف كيف تتلخص من أدرانه. ما جاء في مقال الراجي الذي بسببه حوكم هو ما يتداول كل يوم في الصحف عن استشراء الفساد ، وهو نفس ماجاء في آخر خطاب ملكي انتقد اقتصاد الريع وتفشي الرشوة وفساد القضاء. ما أفصح عنه الراجي في مقاله هو ما يعتمل في صدر كل مغربي ومغربية يحس بالظلم و" الحكرة" ويعيش التهميش والإقصاء اللذين يدفعان البعض إلى حد ركوب أمواج البحر لترك هذه البلاد لمن استحلوا ثرواتها. تذكروا جيدا اسم الراجي ، فهو سينضاف إلى اسم المهندس فؤاد مرتضى الذي حوكم بتهمة استغلال اسم احد الأمراء على موقع إلكتروني ، والكل يتذكر ما جرته تلك المحاكمة على المغرب من حملات شوهت صورته في الخارج والذي أصدروا الحكم القاسي والظالم على الراجي أساؤوا إلى المغرب وإلى حرية التعبير التي انضاف اليوم إلى محرابها احد ضحاياها ، اسمه الراجي . تضامني معك أيها الرفيق الراجي وشكرا على شجاعتك وجرأتك. عمود أول الكلام لعلي أنوزلا – نشر ب"الجريدة الأولى" الأربعاء 10 شتنبر 2008