مثْلَمَا طَلَعَ عَلينا قبل سَنَة، رَئيس الحُكُومَة، عبد الإله ابن كيران، من شاشة التلفزتين الأولى والثانية، يَشْرَحُ لنا الأسباب التي تقف وراء الزيادة في أسعار"المازوط" و"ليسانس". أرى أن الحُلة الجديدة، التي تستعد الحكومة أن ترفل فيها مع حلول عيد الفطر السعيد، تَقْتَضي من رئيسها، أن يُطل على الشعب المغربي على الهواء مباشرة، لتسليط الضوء على ما أسفرت عنه نتائج مُشاوراته مع حزب التجمع الوطني للأحرار، ويُقدم إلينا دواعي التحالف مع حزب، يرى البعض أنه لم يولد من رحم شعب، لعوامل عدة، ترتبط بظروف نشأته، وطبيعته البعيدة عن أحزاب الجماهير، لأن نواته الأولى التي جمعها أحمد عصمان، كانت عبارة عن جماعة من التقنوقراط الباحثين عن موطئ قدم في عالم السياسة، لحماية مصالحهم الاقتصادية بالدرجة الأولى. ومن وجهة نظري المتواضعة جدا، سَتَكُون إطلالة رئيس الحكومة على المُواطنين في برنامج تلفزي خاص، مُناسبة لتكريس المقاربة التشاركية التي تُؤكد غير ما مرة الحُكومة الجديدة نَهْجها في مُختلف أوراش الإصلاح المفتوحة، مثل جراح الوطن التي يحاول المشوشون رش ذرات من ملح عليها، غير مبالين بألم رجل اسمه الوطن، وأنين أبنائه الفقراء. ستكون إذا، إطلالة رئيس الحكومة، فرصة لتأكيد بعض الأخبار، ونفي أخرى، حتى لا يبقى الناس في دار غفلون. ولأننا نكتوي بلهيب الأزمة الاقتصادية، ستمكننا توضيحات رئيس الحكومة، من الاستغناء عن اقتناء الصحف بشكل يومي لمتابعة مستجدات المشاورات الحكومية، لترميم ما انفرط منها. كما سيعفي رئيس الحكومة، هذه الصحف من ملاحقته اليومية، لتنصرف إلى النبش في ملفات المغرب العميق. كما سيعفي، حميد شباط من مواصلة بث حلقات جديدة من مسلسله الساخر من حكومة كان إلى وقت قريب جزء منها. ساعتها سينصرف شباط إلى ترميم جدران حزب الميزان، بعدما أحدثت هزات تنظيمية شروخا عميقة في مراياه، بتعبير عبد الكريم غلاب، وسيكف عن شن معاركه الدونكشوطية، التي كان أول من اعترف بها استقلاليو مدينة تمارة، عندما قدموا لأمينهم العام حصانا مُسرجا، هدية ليُواصل مَعاركه في طواحين الهواء. لنترك شباط، مُتجولا على صهوة حصانه، ولنتوجه إلى رئيس الحكومة، نطالبه رئيس بتخصيص القناة الأولى والثانية، بحديث تلفزي، يعرض علينا قبل حلول عيد الفطر، لنعرف بعض ما يجري ويدور في رأسه (ابن كيران طبعا، وليس العيد)، لتستريح رؤوسنا، التي ازداد حريقها خلال شهر رمضان، بسبب الأزمة الحكومية، فضلا عن عدم شرب قهوتنا الصباحية، أو كأس شاي مُنعنع. قد يقول قائل، يكفي الجلسات الشهرية التي يتحدث فيها ابن كيران، كانت آخرها جلسة يوم الاثنين بمجلس النواب، فلماذا برنامج تلفزي خاص؟ بكل صراحة نُريد حديثا خاصا مُوجه إلينا، وليس عبر من يمثلوننا، بَعد أن تخلى هؤلاء عن الشعب الذين يدعون الدفاع عن مصالحه، في وقت ينسحبون من جلسة برلمانية تناقش مشاكل الشعب، ناسين أنهم يمثلون الأمة، وليس أشخاصهم أو أحزابهم. "خُونَا" ابن كيران، نَحن في حاجة إلى برنامج تلفزي عاجل، تشرح فيه ما يجري، وتأكد أنك ستقدم معروفا كبيرا، على الأقل إذا لم نفهم ما يجري، نَعُودُ من جديد إلى التلفزة المغربية التي هجرناها طيلة رمضان هذه النسة، والسبب كما تعرفون "سيتكومات" فيها الخافت من الضوء، والدامس من العتمة. [email protected]