في إطار دعواته المهاجمة للمغرب، خرج هذه المرة حزب "فوكس" الإسباني ليحث الحكومة الوطنية الإسبانية على "منع الأئمة الذين يخدمون المصالح المغربية من الاستمرار في ممارسة نشاطهم في مساجد سبتة". وقال الحزب اليميني إن "أحد العناصر التي تسيء إلى سبتة هو حقيقة أن جميع الأئمة تقريبًا يتم توجيههم وتوظيفهم من قبل وزارة الشؤون الدينية المغربية"، مدافعا عن استبدال الأئمة الذين دفعهم المغرب بآخرين بقيادة منظمات إسبانية بالكامل، أو مستقلة من دول أخرى. عبد الفتاح نعوم، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، قال إن "هذه الدعوة تعكس في جانب مهم منها عمق المشاكل الموجودة بين إسبانيا والمغرب، خصوصا في ما يتعلق بسوء التدبير والفهم والرؤى المغلوطة التي كرستها المؤسسة السياسية بإسبانيا لدى نخبها السياسية والحزبية". وقال نعوم ضمن تصريح لهسبريس إن هذه الأحزاب في كثير من الأحيان "تجني على نفسها وبلدها بمثل هذه الدعوات"، مفيدا بأن "دعوة مثل هذه من طرف حزب سياسي تظهر أن النخب السياسية في إسبانيا تمشي عكس التاريخ وعكس مجرى الريح". وتابع الباحث المغربي: "لا يعقل أن يكون المغرب أهم بنك للمعلومات المتعلقة بالإرهاب والتطرف في العالم، وخبراته تستفيد منها كل كدول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية، أكبر قوة أمنية، ويأتي حزب إسباني بمثل هذه الدعوة؛ فهذا يظهر أن هناك خللا في الرؤية لدى النخب الإسبانية التي تشبعت بهذا الخلل من الإيديولوجية الإسبانية الرسمية". وتحدث نعوم أيضا عن دور إمارة المؤمنين في مساجد سبتة ومليلية، قائلا إنها "مساجد تتبع المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وتصوف الجنيد، وكل ذلك يدور حول إمارة المؤمنين". وأكمل قائلا "هو إرث وتراث وقيمة دينية في المدينتين المحتلتين جنبت في الماضي إسبانيا الكثير من الثغرات الأمنية التي كان يمكن أن تودي بها، وانضاف لها التعاون الاستخباراتي بين البلدين؛ وأشهر مثال هو خلية سبتة التي تم تفكيكها قبل أقل سنوات". وأردف المتحدث ذاته بأنه "في فترة يجب تعزيز التعاون مع المغرب على مختلف الأصعدة، وخاصة في محاربة الإرهاب والتطرف، نجد مثل هذه الدعوة المشبوهة التي تهاجم المغاربة في مساجد سبتة ومليلية المحتلتين". واستطرد المحلل بأن "وجود الأئمة المغاربة على كامل التراب الإسباني وفي مختلف دول العالم هو عنصر اعتدال ومكافحة للتطرف، وعامل أساسي لتجفيف منابع الإرهاب"، ومنبها إلى أن الأحزاب الإسبانية "تمشي عكس منحى التاريخ ولا تعرف مصالحها جيدا، وذلك كله نكاية وكيدا وفي إطار التنافس الانتخابي"، وفق تعبيره.