التقى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خلال اليومين الماضيين، كلا من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد أبيض، في مشاورات تشكيل النسخة الثانية من حكومته التي انفرطت بعد تقديم وزراء حزب الاستقلال لاستقالاتهم، في الوقت الذي يرى فيه العديد من المراقبين بأنها مشاورات شكلية، نظرا لكون بنكيران حسم الجزء الأهم منها مع حليفه المستقبلي حزب التجمع الوطني للأحرار. اللقاء الأول مع قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي، والتي كانت ممثلة في كل من الكاتب الأول إدريس لشكر، ورئيس اللجنة الإدارية لحزب الوردة الحبيب المالكي، كان عاديا وتناول حسب ما تسرب منه الوضعية العامة في البلاد والتطورات التي تشغل الرأي العام، في غياب عرض جدي من رئيس الحكومة الذي ينتظر تأشير برلمان حزب التجمع الوطني للأحرار، بداية الشهر المقبل، على دخول حزبه لترميم أغلبيته. اللقاء الذي احتضنه بيت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وحضره إلى جانبه عبد الله باها، لم يخرج عن سابقه مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث كان مناسبة لتبادل العتاب عن غياب حوار حقيقي بين الأغلبية والمعارضة، استغلها لشكر للتأكيد على أمله في أن تكون هذه المحطة بداية لصفحة جديدة رغم بقائهم في المعارضة لتعزيز التشاور بينهم في القضايا التي تهم الشأن العام. أما اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة مع محمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، فقد رهن فيه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رابع أحزاب المعارضة فتح مشاورات جدية معه حول دخوله للحكومة بقرار حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي سيحسم مشاركته يوم الجمعة المقبل خلال انعقاد مجلسه الوطني في دورة استثنائية. اللقاء الذي جرى على غير العادة في مدينة الدارالبيضاء، أمس الخميس، كان مناسبة حسب قيادي من حزب الحصان ليناقش خلال كل من بنكيران وأبيض مستجدات الساحة السياسية الوطنية، والإشكالات التي طرحها انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة بعد سنة ونصف من تشكيلها. وينتظر بعد هذه الجولة الماراطونية التي شهدها هذا الأسبوع أن تعقد مكونات ما تبقى من الأغلبية لقاء خلال اليومين المقبلين لتدارس خلاصات لقاءات رئيس الحكومة مع الأمناء العامين لأحزاب المعارضة، لتدارس الخطوات المقبلة في مسار الحكومة الثانية في مغرب ما بعد 25 نونبر. وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد عقد خلال هذا الأسبوع أربع لقاءات مع أحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، بدأها بالأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، والذي استغرق أزيد من ثلاث ساعات كانت كافية ليطمئنه على قبول حزبه دعوته للانضمام لحكومته، ثم تلتها مشاورات كانت نتائجها محسومة مسبقا، خصوصا مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى باكوري، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، في حين أن بنكيران لن يتحمس لدعوة الاتحاد الدستوري للمشاركة في حكومته إذا وافق برلمان الأحرار على عرض رئيس الحكومة.