دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرش، اليوم الجمعة، المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية إلى قبول المرشح الجديد الذي سيقترحه عليهما لمنصب المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء المغربية. وأقر الأمين العام الأممي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بمناسبة زيارته إلى مدريد، بالصعوبات التي تواجهه في العثور على خلف للرئيس الألماني الأسبق هورست كولر الذي قدم استقالته قبل أزيد من سنتين، وقال إنه اقترح 13 اسما لكنها "لم تحصل على موافقة من الأطراف"، دون أن يحدد الطرف الذي يرفض ذلك. وحث أنطونيو غوتيريش أطراف النزاع على الموافقة على المرشح المقبل لهذا المنصب، دون أن يكشف من يكون، وذلك من أجل "مواجهة كل الإحباطات الموجودة بسبب أزمة ما زال لا يوجد مخرج لها"، بتعبيره. وأضاف المسؤول ذاته أن الأممالمتحدة تبذل "جهودا كبيرة" من أجل تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء، مشيرا إلى أن استمرار النزاع يؤثر على "عامل الاستقرار في المنطقة التي تواجه خطر الإرهاب"، وزاد أنه "من الضروري للغاية إيجاد حل سياسي، ولهذا من الضروري استئناف الحوار السياسي وأن يقبل الطرفان مبعوثا". وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية قالت إن الرباط "رفضت بشكل رسمي المقترح الذي تقدم به أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن تعيين الدبلوماسي الإيطالي ستيفان دي مسيتورا مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء". ونفى مصدر دبلوماسي مطلع لجريدة هسبريس الإلكترونية صحة هذه الادعاءات الجديدة، وأكد في تصريحه أن هذه المزاعم "مجرد حرب إعلامية وشائعات يروجها الأعداء". وتشير تصريحات الأممالمتحدة إلى صعوبة مهمة وسيط أممي إلى الصحراء بالنظر إلى تعقد هذا الملف وجمود مواقف الجزائر وجبهة البوليساريو، خصوصا أمام مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبره المغرب الحل الوحيد لطي هذا الخلاف. أما العامل الآخر الذي يقف وراء فراغ هذا المنصب، فيكمن في رفض شخصيات سياسية ودبلوماسية على الصعيد العالمي دعوة غوتيريش للترشح لهذه المهمة، لمعرفة هذه الشخصيات مسبقا بأن مآل مهمة "مبعوث الصحراء" هي الفشل، كما حدث مع كل من هورست كولر وقبله جيمس بيكر وبيتر فالسوم وكريستوفر روس. ويبقى دور المبعوث الأممي في قضية الصحراء المغربية محدودا؛ إذ يقتصر على الوساطة وتقريب وجهات النظر، ولا يمكنه أن يفرض أجندته على أي طرف من أطراف النزاع. وكان هورست كولر على الرغم من أنه شخصية دولية وازنة ورئيس سابق لدولة عظمى، قد أقر بعد نهاية المائدة المستديرة الثانية في جنيف، بصعوبة التوصل إلى حل سياسي في المرحلة الحالية، مضيفا أن "الفترة المقبلة تتطلب أن نمر إلى طرح الأسئلة الموضوعية".