في الصورة أيمن الظواهري في هيئات مختلفة كما تصورته المخابرات الأمريكية أضاعت القوات الباكستانية فرصة "ثمينة" لاعتقال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، بعد أن رصدت تحركاته مؤخراً في إحدى المناطق "الوعرة"، تقع بالقرب من الحدود مع أفغانستان. "" وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الأمنية، رحمان مالك، الذي يقوم أيضاً بأعمال وزير الداخلية، في تصريحات للصحفيين في إسلام أباد مساء الاثنين، إن القوات الباكستانية فقدت أثر الظواهري بعد قليل من اكتشاف موقعه. وأضاف المسؤول الباكستاني قائلاً: "لقد تمكنا من تحديد موقع الظواهري، الذي كان مع زوجته، في منطقة موهماند أجنسي"، في شمال غربي باكستان، مشيراً إلى أنه يتنقل بين الأراضي الأفغانية والباكستانية عبر الحدود المشتركة بين البلدين. وأوضح قائلاً إن المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الباكستانية، أفادت بأن الظواهري يتنقل بين مقاطعتي "موهماند"، و"كونار" الواقعة داخل الجانب الأفغاني من الحدود، عبر ممرات جبلية تفصل بين الدولتين الجارتين. وتابع مالك بقوله: "غالباً ما يتنقل (الظواهري) بين كونار وباكتيكا، وكلاهما داخل الأراضي الأفغانية"، مشيراً إلى أن القوات الباكستانية شنت العديد من الحملات الأمنية في تلك المنطقة الواقعة داخل حدود باكستان. وأقر المسؤول الباكستاني بوجود العشرات من قادة تنظيم القاعدة في باكستان، حيث قال مخاطباً الصحفيين: "يوجد هناك ما بين 50 و60 من قادة القاعدة، ولكن يمكنك رصد تحركاتهم بصعوبة بالغة." ويُعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ورجله الثاني أيمن الظواهري، يختبئان في المناطق الجبلية داخل الأراضي الباكستانية، مع عدد من قادة التنظيم، الين فروا من أفغانستان، في أعقاب الغزو الأمريكي للدولة الآسيوية، في أعقاب هجمات 11 شتنبر 2001.. وترصد الولاياتالمتحدة جائزة قدرها 25 مليون دولار ثمناً لرأس الظواهري، الذي أطلق عدداً من التسجيلات الصوتية والمرئية حاثاً على مواصلة "الجهاد" ضد الولاياتالمتحدة. وكان الظواهري قد ظهر في رسالة مصورة في 22 أغسطس/ آب الماضي، نعى فيها خبير الأسلحة الكيميائية بالتنظيم "أبو خباب المصري "، بالإضافة إلى عدد آخر من القياديين بالتنظيم، نتيجة قصف جوي أمريكي تعرضوا له بمنطقة "القبائل" المحاذية للحدود مع أفغانستان نهاية يوليو/ تموز الماضي. وبدا الظواهري، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته، مرتدياً ثياباً بيضاء اللون أمام خلفية خضراء، وهو الظهور الأول له في تسجيل مرئي منذ رسالة نعي "أبو الليث الليبي " في فبراير2008. وفي وقت سابق من أغسطس/ آب الماضي، وجه الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" انتقادات حادة للقيادات الباكستانية، في أول رسالة صوتيةله باللغة الإنجليزية، حث فيها الشعب الباكستاني على دعم الحركة الجهادية. وجاء في الرسالة: "لا يخالجكم شك بأن القوى السياسية المهيمنة على باكستان اليوم تتنافس لإرضاء واسترضاء صليبيي العهد الحديث في البيت الأبيض، ويعملون على زعزعة هذه الدولة ذات القوى النووية تحت حماية أمريكا." جاء تسجيل الظواهري بعد نحو أسبوع من نفي حركة طالبان في باكستان تقاريراً متناقلة تتحدث عن مقتله أو إصابته، حيث نفى مسؤول كبير في الحركة المتشددة في الثاني من أغسطس/آب الماضي، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن الرجل الثاني في القاعدة ربما تعرض لإصابة خطيرة، أو قتل في قصف جوي. وكانت شبكة "سي بي أس نيوز" CBS الأمريكية قد أفادت بأنها حصلت على نسخة من رسالة من مصادر غير معروفة في باكستان، تتحدث عن طلب طبيب للظواهري بالاسم، وتقول إنه في حالة "ألم شديد"، وأن "جراحه قد أصيبت بالالتهابات." ونجا الظواهري بأعجوبة من هجوم أمريكي في "تورا بورا" بأفغانستان، خلف زوجته السابقة، وعدداً من أطفاله قتلى عام 2001.