تتعالى أصوات الباعة عارضين بضاعة تفننوا في ترتيبها وإظهارها بأبهى صورها.. إقبال وازدحام من الزبائن على التبضع، رغم ارتفاع أسعار السلع، لكنها تبقى ضرورية لأطباق تميز المائدة المغربية في رمضان. المشهد في السوق المركزي في العاصمة المغربية الرباط، حيث تستبدل المحلات التجارية، البضائع التي كانت تتخصص في بيعها طوال السنة، بأخرى أكثر رواجا في رمضان، وفي مقدمتها بعض الأطباق وأنواع الحلوي التي يتميز بها المغرب في رمضان عن باقي الدول المجاورة، مثل حلوى "الشباكية" و"البغرير". وبحسب لقاءات مع عدد من الباعة والتجار في السوق المركزي، يشهد السوق إقبالا كبيرا في رمضان؛ حيث يبدأ الزبائن في التوافد منذ ساعات الظهيرة الأولى، وتتواصل عمليات البيع والشراء حتى موعد الإفطار. وبينما لا يقبل المغاربة على شراء بعض المنتجات طيلة شهور العام؛ نظرا لارتفاع أسعارها أو عدم حاجة موائدهم إليها، تعود هذا المنتجات لتصبح محل طلب قوي في شهر رمضان، خاصة بعض أنواع الأسماك التي تدخل في تحضير أطباق مغربية خاصة، وكذلك بعض أنواع التمور والخضروات. وحول ذلك يقول، محمد علي، أحد بائعي السمك في السوق، لمراسلة الأناضول: "في شهر رمضان يقبل الناس على شراء السمك، خاصة أن شواطئ المغرب غنية بأنواع مختلفة من الأسماك، لكن نظرا لكلفتها العالية لا يبادر المغاربة على اقتنائها، إلا أن رمضان يكسر القواعد التي تحكم عادات العائلات المغربية، ورغم ارتفاع الأسعار يقبل الناس على الشراء". وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أكدت في بيان لها مؤخرا عدم وجود أي مشاكل في توفر السلع الغذائية خلال شهر رمضان، متوقعة تسجيل استقرار في أسعار مختلف السلع. وأضافت الوزارة أنها تعمل على الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن المغربي وضمان صحته وسلامته، حيث تقوم السلطات المغربية بصفة شبه يومية بدوريات لمراقبة جودة المعروضات في الأسواق المغربية، ولجان أخرى تراقب مدى احترام الباعة للأسعار وعدم رفعها. وحسب إحصائيات رسمية، يستهلك المغاربة في رمضان ثلث المواد الغذائية الأساسية، مثل: السكر والزبد والزيت والتمر وغاز الطهي. ورغم أن رمضان هذه السنة في المغرب يتصادف مع أجواء بلغت فيها درجة الحرارة معدلات قياسية في بعض المدن المغربية، إلا أن الحركة لا تكاد تهدأ في ساعات الظهيرة حتى تعود ويستأنف الباعة ومعهم جموع الزبائن - الذين يتوافدون على السوق - نشاطهم، فترتفع من جديد هتافات أصحاب المتاجر التي تجتهد في عرض مخزوناتها من المواد الغذائية. ويوجد داخل السوق جناح لبيع التمور والفواكه الجافة التي تعد عنصرا أساسيا على مائدة الإفطار المغربية. ويقول تجار التمور إن أسعارها شهدت استقرار هذا العام، لافتين إلى الجنوب المغربي يضم مساحات واسعة من أشجار النخيل، وهي كافية لتلبية طلبات السوق المحلي من التمور، لكنهم يستوردون بعض أصناف التمور المشهورة بجودتها سواء من دول الخليج العربي أو من بعض بلدان المغرب العربي مثل تونس، لتلبية بعض الأذواق. وفي هذا الصدد، يقول أحمد عبد الرحمن (محاسب)، أحد الزبائن في السوق، لمراسل الأناضول: "الموسم الفلاحي هذه السنة في المغرب جيد، وهذا ينعكس بشكل واضح على جودة المنتجات الغذائية المعروضة خاصة الخضروات والفواكه وأسعارها التي ماتزال منخفضة بالمقارنة مع منتجات أخرى كالأسماك واللحوم". ويضيف عبد الرحمن، الذي يساعده أحد أبنائه في حمل المشتروات: "أجواء رمضان خاصة، فإلى جانب أهمية الاعتناء بالجانب الروحي والتعبدي، إلا أنها بالنسبة للعائلة المغربية فرصة للتجمع حول مائدة واحدة، خاصة أن رمضان هذه السنة يتصادف مع عطلة نهاية السنة الدراسية".