خلفت حادثة مقتل طفلة لا يتجاوز عمرها ست سنوات على يد شخص يشتبه في كونه يعاني من خلل عقلي استياء كبيرا في صفوف ساكنة درب الكبير خاصة، والبيضاويين بشكل عام. وأثارت الجريمة التي هزت العاصمة الاقتصادية أول أمس السبت موجة احتقان وتذمر كبيرين من استمرار انتشار الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية بشوارع الدارالبيضاء. ولفت مواطنون بالمدينة إلى كون هذه الجريمة التي راحت ضحيتها طفلة "جاءت لتكشف المستور وتؤكد على ضرورة تخليص شوارع المدينة من الخطر الذي يشكله المختلون عقليا". ولفت في هذا الصدد محمد، الذي يشغل بقالا في درب الكبير على مقربة من محطة أولاد زيان، إلى أن العديد من المختلين يتواجدون بهذه المنطقة وينتشرون بجنبات المحطة الطرقية، ويشكلون خطرا على حياة المواطنين كبارا وصغارا. من جهته، أشار الفاعل الجمعوي بمدينة الدارالبيضاء عزيز شاعيق إلى أن المختلين عقليا ينتشرون بشكل لافت للانتباه بعدد من المناطق، ويشكلون خطرا على حياة المارة. وأوضح رئيس جمعية المساعي النبيلة للتنمية والتصدي لظاهرة إدمان المخدرات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الفئة، إلى جانب الخطر الذي تشكله على المارة وكذا على أصحاب العربات، يسيء تواجدها بالشوارع وبالقرب من المحال التجارية والمطاعم إلى المدينة وسمعتها. وطالب الفاعل الجمعوي بمنطقة سيدي مومن السلطات المحلية والمنتخبة بضرورة التحرك العاجل لإجلاء هذه الفئة من الشوارع، ووضعها في مراكز صحية للعناية بها وحفظ كرامتها. وأكد المتحدث نفسه أن التعاطي للمخدرات القوية، لاسيما حبوب الهلوسة، ساهم بشكل كبير في إصابة الكثير من الشباب بأمراض عقلية، ما يتطلب تدخل الجميع لوقف استعمالها وترويجها في صفوف شباب المدينة. واستغرب العديد من المواطنين، عقب هذه الفاجعة التي هزت منطقة درب الكبير بعمالة الفداء مرس السلطان، قيام السلطات المختصة بحملات موسمية لإجلاء المرضى نفسيا، مشددين على وجوب تخليص الشوارع منهم تفاديا لكوارث أخرى. وشدد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي على أن المسؤولية تتحملها السلطات، التي من المفروض فيها التدخل لإجلاء هؤلاء المرضى وإحالتهم على مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية قصد العلاج، بدلا من تركهم في الشوارع يشكلون خطرا على المواطنين. وكانت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن الفداء مرس السلطان أوقفت أول أمس السبت شخصا تظهر عليه علامات الخلل العقلي؛ وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد في حق طفلة تبلغ من العمر ست سنوات. وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني فإن المشتبه فيه الذي يعيش حالة التشرد وتظهر عليه علامات الخلل العقلي أقدم على طعن الضحية بالقرب من مسكنها بحي العفو بمنطقة درب الكبير بواسطة السلاح الأبيض؛ وذلك بدون سبب ظاهر أو دافع منطقي.