أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية أمام الملك محمد السادس بالرباط، أن "الشعور الوطني ليس شعارات قولية ترفع، بل هو وقائع تاريخية بنى من خلالها المغاربة شخصيتهم المتميزة في ميادين السياسة والمجتمع والثقافة". وسرد التوفيق، في الدرس الذي تطرق إلى موضوع "الشعور الوطني عند المغاربة عبر التاريخ"، أربعة مظاهر اعتبرها تحدد الشعور الوطني في حياة شعب من الشعوب؛ وهي "دفع الغزو الأجنبي، ودفع كل تهديد داخلي صادر عن أي جهة تضر بسيادة الوطن أو هويته وأمنه واستقراره، وكل أعمال البناء التي تخدم الوطن لاسيما في وضع المقومات المشكلة لشخصيته، وكل أعمال صيانة المكتسبات وتجليات الشكر لله". وعرج المحاضر على وقائع تاريخية شهدتها الدولة المغربية تجسد فيها الشعور الوطني، وذلك عبر 3 مراحل تتعلق بمرحلة التشكيل والتأسيس من ما قبل الإسلام إلى نهاية الموحدين، ثم مرحلة الاستكمال في العصرين المريني والوطاسي، ثم مرحلة التكريس خلال العصرين السعدي والعلوي. وفصل الوزير في المراحل الثلاثة، فالأولى أبرزت بأن "العنصر الأمازيغي هو العنصر المتمكن في هذه الأرض منذ العصر القديم، ذو هوية لا يحددها الجنس بقدر ما تحددها الثقافة"، أما الثانية فهي مرحلة الترصيص؛ من خلال تميز عهد ملوك بني مرين بحركة تصحيحية تمثلت في إزالة كل آثار العقيدة التومرتية، وعودة التأثير لفقهاء المالكية على الدولة". والمرحلة الثالثة، يكمل التوفيق، فتمثلت في "تحقيق درجات من الترقيق والتأنيق في جميع مناحي الحياة المعيشية الحضرية، وقيام حركة علمية وفقهية غير مسبوقة، ثم ظهور نشاط الكتابة التاريخية المتخذة للمغرب الأقصى مركزا ومنطلقا..".