قدم بيكا هيفوين، سفير جمهورية فنلندا المعتمد لدى المملكة المغربية، تفاصيل استراتيجية بلاده الجديدة الخاصة بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن طموحه هو مضاعفة المبادلات التجارية بين هلسنكي والرباط في غضون السنوات المقبلة. وذكر هيفوين في ندوة صحافية نظمها بمقر إقامته في العاصمة الرباط، الجمعة، أن حكومة بلاده تدرك الأهمية المتزايدة للقارة الإفريقية في السياسة والاقتصاد والتجارة العالمية، وتسعى لتحديث علاقاتها مع القارة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية. وتروم استراتيجية فنلندا تجاه إفريقيا تطوير وتنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع القارة، وقد فتحت في هذا الإطار مكتبا تجاريا بالدار البيضاء سنة 2019 لاغتنام فرص التنمية والتعاون والاستثمار. وأوضح السفير الفنلندي أن هذه الاستراتيجية تركز على توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية لبلاده مع الدول الإفريقية للمساهمة في التنمية الايجابية، وبناء تعاون سياسي واقتصادي جديد يعود بالنفع على جميع الأطراف. وقال الدبلوماسي ذاته إن "القارة الإفريقية تتمتع بتنوع سياسي واقتصادي وثقافي كبير من خلال ال54 دولة"، وزاد موضحا أن "مفهوم المعاملة بالمثل والمصالح المتبادلة، أساس سياسة فنلندا تجاه إفريقيا". واعتبر هيفوين أن المغرب شريك متميز ويتوفر على إمكانيات كبيرة للتعاون في مجالات عدة، مثل النجاعة الطاقية والاقتصاد الدائري وترشيد استعمال الماء والتحول الأخضر، موردا أن البلدين يتقاسمان القيم والأفكار نفسها ويتعين عليهما تعزيز التعاون الثنائي. وتفيد المعطيات الرسمية للسفارة الفنلندية في العاصمة الرباط بأن صادرات فنلندا نحو المغرب ناهزت 142 مليون يورو سنة 2020، أغلبها منتجات الخشب والورق والكرتون. أما صادرات المملكة، فلم تتجاوز ما قيمته 22 مليون يورو، معظمها من منتجات النسيج والفواكه والخضر. ويتجلى من الأرقام أن المغرب يسجل عجزا تجاريا مع فنلندا بحوالي 120 مليون يورو، وقد عبر السفير الفنلندي عن رغبته في تحقيق توازن في هذا الصدد من خلال مضاعفة حجم التبادل التجاري، خصوصا أن المملكة تتوفر على إمكانيات كبيرة لتنويع صادراتها ورفع قيمتها. وتنشط حاليا قرابة 40 شركة فنلندية في المغرب، ويتم الرهان حاليا على الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات عدة، مثل الاقتصاد الدائري والتكنولوجيا الفلاحية والطاقات المتجددة وتكنولوجيات الصحة والرقمنة والذكاء الاصطناعي والتعليم، لتشجيع الشركات الفنلندية على دخول السوق المغربية، خصوصا أن هذه المجالات تتفوق فيها فنلندا على المستوى العالمي. من جهته، قال جاري كيهاري، مدير وكالة "بيزنس فنلند" المستشار الاقتصادي للسفارة، إن استراتيجية إفريقيا الجديدة تسعى إلى الترويج للحلول التي تقدمها بلاده لفائدة بلدان القارة الإفريقية لدعم الاستجابة لحاجيات اقتصاداتها. وذكر كيهاري أن هدف مضاعفة المبادلات التجارية بين فنلندا والمغرب أمر متاح للغاية، وأوضح أن "هناك إمكانيات كبيرة يمكن استغلالها، كمثال: دعم الاستثمار في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية التي تنتجها فنلندا والتي يستوردها المغرب من آسيا". وتهدف فنلندا من خلال استراتيجيتها الجديدة إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري مع القارة الإفريقية في أفق سنة 2030، والعمل على زيادة استثمارات الشركات الفنلندية في إفريقيا والشركات الإفريقية في فنلندا. جدير بالذكر أن فنلندا، البالغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة فقط، تعتبر من البلدان التي تعتمد وتطور التكنولوجيات الحديثة بشكل كبير في اقتصادها وحياتها اليومية، كما يتميز نظامها التعليمي بسمعة جيدة على المستوى العالمي.