أكد سفير فنلندا في المملكة بيكا هيفونين، أمس الجمعة بالرباط، أن بلاده عازمة على مضاعفة تجارتها مع المغرب، الشريك المتميز في السنوات المقبلة. وأبرز هيفونين في لقاء مع الصحافة خصص لتقديم الأوجه الجديدة لإستراتيجية فنلندا بإفريقيا، أن المغرب الذي تقيم معه فنلندا "علاقات جيدة جدا" يتوفر على مؤهلات اقتصادية "هائلة" و"واعدة" في العديد من المجالات. وقال إن فنلندا طورت مؤخرا إستراتيجية جديدة بالنسبة لإفريقيا، مؤكدا أن "المغرب يظل بلدا واعدا في هذه الاستراتيجية الجديدة، والذي نرغب في تطوير علاقاتنا التجارية معه". وسجل الدبلوماسي أن فنلندا تصدر إلى المغرب ما قيمته 142 مليون أورو سنويا، وتستورد منه حوالي 22 مليون أورو، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود فرص كبيرة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. وأضاف "إننا نريد زيادة حصة واردات فنلندا من المغرب كما نريد إيجاد مجالات للتعاون يكون لها أثر إيجابي على المغرب". وقال ياري كيهاري، مدير هيئة الأعمال فنلندا-الدارالبيضاء، التي تتولى النهوض بالصادرات والاستثمارات الخارجية، إن حوالي أربعين شركة فنلندية تعمل حاليا بالمغرب في مجالات متنوعة وواعدة من قبيل الاقتصاد الأخضر والاتصالات والنقل والتعليم والموانئ، وغيرها. وأضاف كيهاري أن هيئة الأعمال فنلندا-الدارالبيضاء تعمل بشكل استباقي من أجل ربط الطلب المغربي بالعرض والابتكار الفنلنديين. وأشار إلى أنه بالموازاة مع ذلك تهتم الهيئة أيضا بالنهوض باستثمار الشركات الفنلندية في المغرب وإيجاد الحلول وخاصة من خلال تشجيع الإنتاج المحلي. وشهد هذا اللقاء مشاركة ممثلين عن شركات فنلندية تعمل في المغرب في عدة مجالات والذين تطرقوا إلى استراتيجيات تطوير مقاولاتهم في المملكة. وتدعو إستراتيجية فنلنداالجديدة لإفريقيا إلى تنمية التجارة والاستثمار في القارة، وكذا النهوض بنمو اقتصادي أخضر يؤدي إلى خلق فرص الشغل. ومن بين أهداف هذه الاستراتيجية مضاعفة التجارة بين فنلندا والدول الإفريقية بين عامي 2020 و 2030. كما تهدف إلى تحقيق زيادة أكبر في استثمارات الشركات الفنلندية بإفريقيا وكذا استثمارات الشركات الإفريقية في فنلندا خلال هذه الفترة. وتؤكد إستراتيجية فنلنداالجديدة بأفريقيا، أن القارة الإفريقية تمثل سوقا اقتصاديا كبيرا يشهد نموا سريعا. وتشير إلى أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى إبطاء التنمية المواتية للقارة، وأن التعافي من آثار الوباء سيستغرق وقتا، مؤكدة أن فرص زيادة العلاقات التجارية بين فنلندا والعديد من البلدان الأفريقية كبيرة، كما يمكن تعزيز العلاقات بشكل يجعلها مفيدة للفاعلين الفنلنديين والأفارقة على حد سواء.