نشرت وسائل إعلام فرنسية ما بدا أنها تسريبات من السلطات الفرنسية، حول مغادرة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يعالج منذ نهاية أبريل الماضي بباريس إلى بلاده لقضاء شهر رمضان وسط صمت رسمي في الجزائر بشأن هذه المعلومات. فقد نشرت وسائل إعلام فرنسية يوم أمس الاثنين نقلا عن مصادر رسمية فرنسية قولها ان "الرئيس الجزائري الذي يعالج بباريس منذ 27 أبريل الماضي سيعود إلى بلاده خلال الساعات القادمة". ونقلت صحيفة "لوفيغارو" القريبة من اليمين الفرنسي عن مصدر دبلوماسي مقرب من الملف قوله "إن الوضع الصحي للرئيس الجزائري أفضل مما يعتقد الناس، وأحسن مما تخيل الأطباء" مشيراً إلى أن بوتفليقة "سيعود إلى بلاده خلال الساعات القادمة"، على حد قوله. من جهة أخرى نقلت صحيفة "لوموند" المقربة من اليسار الحاكم عن مصدر بالرئاسة الفرنسية تأكيده أن "الرئيس الجزائري سيعود إلى بلاده خلال الساعات القادمة"، دون تقديم تاريخ محدد لذلك. وكان آخر ظهور لبوتفليقة الذي يعالج بفرنسا يوم 12 يونيو الماضي، في نشرة التلفزيون الحكومي وهو يتبادل أطراف الحديث مع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح الذين زاراه بمستشفى "ليزانفاليد" بباريس. ولم يدل الرئيس الجزائري وقتها بأي تصريح للتلفزيون واكتفي فقط بنقل صور له وهو يتجاذب أطراف الحديث مع ضيفيه فيما كان يظهر على وجهه التعب. والتزمت السلطات الجزائرية الصمت إزاء المعلومات التي سربتها وسائل الإعلام الفرنسية حول العودة المرتقبة لبوتفليقة إلى بلاده لقضاء شهر رمضان. واكتفت الرئاسة الجزائرية بإصدار بيان تزامن مع تلك المعلومات أكدت فيه بعث رئيس الجمهورية رسائل تهنئة إلى ملوك ورؤساء الدول والحكومات العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وتناولت الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الأخبار التي نشرت حول عودة الرئيس بوتفليقة المرتقبة بالتأكيد انها "استمرار لنهج التكتم من جانب السلطات الجزائرية على ملف مرض الرئيس". وعبرت صحيفة "الخبر" المحلية واسعة الانتشار عن طول غياب بوتفليقة ومصيره غير المعروف بالقول "تكون ليلة الشك التي يترقب فيها الجزائريون رؤية هلال شهر رمضان، قد دفعت للشك أيضا في احتمال عودة بوتفليقة بعد أكثر من شهرين على الغياب". وعلقت الصحيفة حول ما نشر من تسريبات حول عودة الرئيس المرتقبة بالقول "ليست المرة الأولى التي تتسرب مثل هذه الإشاعات، بل ظلت تعود من حين لآخر منذ 27 أبريل الماضي، تاريخ تعرّض بوتفليقة لجلطة دماغية". من جهتها أكدت صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية في مقال لها حول الموضوع أن "التسيير الكارثي لملف مرض الرئيس يبدو أنه لم ينته بعد". وأشارت إلى ان "الإشاعة والغموض في بعض الأحيان أصبحا طريقة جديدة لمعالجة ملف المرض، فبعد المعلومات المغلوطة حول طبيعة مرضه اليوم هناك حديث عن عودته المرتقبة إلى الجزائر". ويقترب بوتفليقة، 76 عاما، من إكمال ولايته الرئاسية الثالثة، حيث بدأ ولايته الأولى عام 1999، ثم أعيد انتخابه في 2004 لولاية رئاسية ثانية، وفي العام 2009 بدأ ولايته الثالثة التي تنتهي بعد أقل من سنة من الآن، وتحديدا في شهر أبريل القادم غير أن الوعكة الصحية التي ألمت به جعلت السلطة الحاكمة أمام عدة خيارات للتعامل مع هذا الطارئ وتسيير المرحلة المتبقية من ولايته، بحسب خبراء حزائريين. ومن هذه الخيارات تفعيل نص المادة 88 من الدستور الجزائري التي تقضي بأنه "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع. يُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/3 ) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة" إلى حين تنظيم انتخابات جديدة.