"الحمد لله أنّه للمغرب ملك يحترم الدستور". بهذه الجملة العميقة في دلالتها في هذا الظرف السياسي الذي يعيشه المغرب، خاطب وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، والأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية"، محمد نبيل بنعبد الله، برلمانييه في الغرفتين، في اجتماع عُقد صباح اليوم، بإحدى قاعات مجلس المستشارين، لشرح موقف حزبه من التطورات السياسية التي تعيشها البلاد بعد قرار حزب "الاستقلال" الخروج رسميا من الحكومة بتقديم وزراء الحزب استقالاتهم صباحا اليوم إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. بنعبد الله الذي استفاض في ترتيب كرونوجلوجيا النقاش السياسي الذي دار بين زعماء الأغلبية قبل قرار الاستقلال اللجوء إلى التحكيم الملكي، أكد أمام برلمانييه أنه يحمد الله على أنّ "للمغرب ملك حكيم يحترم دستور بلاده" في إشارة إلى نأي الملك محمد السادس بنفسه عن التدخل في الخلافات التي نشبت بين الأغلبية الحكومية، ومطالب حزب "الاستقلال" بالتحكيم الملكي طبقا للفصل 42 من الدستور. الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" اعتبر أن القصر قد صرّف موقفه لمن يهمهم الأمر بعدم التدخل في خلافات الأغلبية وعدم الجواب على أي مذكرة طرحت أمامه في إشارة إلى مذكرة الاستقلاليين التي قدمها شباط للملك محذرا في الوقت نفسه من التأويلات التي قد تسير في اتجاه تحليل أنّ حزب الاستقلال، قد تلقى الضوء الأخضر أو الأحمر من جهات معينة في إشارة إلى القصر من أجل الخروج من الحكومة، مردفا بالقول: "أن الملك قال لمن يهمهم الأمر دبروا راسكم" من خلال عدم جوابهم، وهذا يضيف وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة "راه موقف" واضح "لّي بغا يفهم". بنعبد الله عاد للإشارة إلى أنّ الهدف من إضعاف الحكومة وإدخالها في كل هذه المتاهات ومقاطعتها في البرلمان والنيل من السمعة الشخصية لرئيسها، هو "التحكم في الساحة السياسية، وهو نفس الهدف الذي لم يتمكن البعض من بلورته منذ 2008" في إشارة إلى ما قيل عن حزب "الأصالة والعاصرة" في حينه، حيث أكد بنعبد الله بلغة صارمة "أنّ البعض يريدنا أن نسير بالتيليكوموند"، وهذا ما لن يحصل أبدا. وتمنى الأمين العام لPPS أن ينتهي هذا "المسلسل المكسيكي الطويل" كما سمّاه، بعد أن احدث أضرارا كبيرة للبلاد، معتبرا أنّ الحكومة الحالية واجهت ما وصفه ب"المقاومات الحقيقة لأي إصلاح" حيث لم تكن هناك معارضة تمارس دورها من خلال النقاش والخلاف حول التصورات، بل انصبّت المعارضة في عرقلة أي عمل تريد الحكومة إنجازه، معتبرا مقاطعة أحزاب المعارضة لرئيس الحكومة لا يمت بصلة إلى المعارضة المؤسساتية، لأن الحقيقة التي يحاول البعض إغفالها هي أنّ الشعب بَوَأ حزب "العدالة والتنمية" الصدارة، بتوصيته عليه، وهو ما منحه الشرعية في رئاسة الحكومة، في حين يضيف بنعبد الله أنّ الأحزاب التي تشكل المعارضة اليوم تعاملت مع حكومات سابقة قيل في شرعيتها الكثير. وانتقد بنعبد الله بشكل كبير حميد شباط، و"المستوى" الذي نزل إليه، بوصفه لرئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران ب"الخائن، وبالمريض الذي يجب أن يعالج في "بويا عمر"، واصفا هذا الأسلوب ب"المنحط" و"الساقط" الذي لم يشهد المغرب مثيلا له من قبل. وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، قطع حبل التحليلات التي تحدثت عن تولي حزب آخر رئاسة الحكومة، وتشكيله لأغلبية جديدة في ظل مستجدات خروج "الاستقلال" بالقول: "أنّ الدستور واضح في هذا الباب.. الملك يعيّن رئيس الحكومة من الحزب الفائز بالانتخابات والعدالة والتنمية هو الفائز، وكل تأويل آخر غير وارد". يورد بنعبد الله.