جرى اليوم الأحد تشييع جثمان ضابط الشرطة الراحل محمد السهبي الذي فارق الحياة، أمس السبت، إثر تعرضه للضرب والجرح المفضيين إلى الموت بواسطة السلاح الأبيض. وعرفت جنازة الفقيد السهبي حضورا كبيرا لرجال الأمن ونشطاء ومواطنين حجوا لتشييع جثمانه إلى مقبرة العريصة جنوبآسفي، اعترافا بما أسداه من خدمات، ولنبل أخلاقه وتفانيه في العمل. ووفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني فالمشتبه فيه باغت الضحية من الخلف وعرضه للضرب والجرح، بسبب خلاف عرضي حول ثمن بعض السلع بسوق للمتلاشيات بمدينة آسفي، وذلك عندما كان الضحية يقضي أغراضه الشخصية بهذا المرفق الاجتماعي. وتسببت الطعنات التي وجهت لموظف الشرطة الضحية في وفاته، لينقل إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لمدينة آسفي. وتمكنت عناصر الأمن من توقيف المشتبه فيه ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية، على خلفية البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف كافة الظروف والملابسات الحقيقية لهذا الفعل الإجرامي. وتدخل المدير العام للأمن الوطني، في هذه القضية، بمنح ترقية استثنائية للهالك، البالغ من العمر 55 سنة، وتكليف مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني بتقديم الدعم اللازم لعائلته، والتكفل بجميع مصاريف الجنازة. وخلفت هذه الجريمة، وأخرى ذهب ضحيتها شاب يدعى "زهير" بعزيب الدرعي، تذمرا كبيرا لدى سكان عاصمة عبدة، الذين أصبحوا عرضة للتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع كثيرا من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني إلى رفع أصواتهم عاليا للتنبيه إلى أن آسفي وأبناءها لا علاقة لهم بالإجرام، وهذه الصورة المسيئة التي يحاول البعض رسمها عن حاضرة المحيط هي صورة مزيفة. ولا ينبغي أن يسهم أبناء آسفي في هذه الحملة بقصد أو بغير قصد. وأوضح المحامي والبرلماني رضا بوكمازي أن الحالات الشاذة توجد في كل المدن، وزاد: "لا ينبغي أن تجعل منا أداة في الإساءة إلى عاصمة عبدة، أو ترسيخ صورة غير حقيقية عنها تكون آثارها السلبية أكبر بكثير من وقع هذه الجرائم المعزولة". وأضاف المحامي ذاته: "المقاربة الأمنية والزجرية أساسية للتعامل بكل حزم ومسؤولية مع هذه الحالات وأسبابها، والتصدي لمروجي أقراص الهلوسة والمخدرات، وتوفير كل الشروط اللازمة، مع العمل على توفير الأمن والطمأنينة اللازمين". وطالب مواطنون وهيئات المجتمع المدني بضرورة الانخراط الإيجابي في المقاربة التأطيرية التوعوية المبنية على قيام كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بأدوارها، والتي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. ووجه بعض المسؤولين بالمنطقة الأمنية لمدينة آسفي نداء للمواطنين من أجل الانخراط الإيجابي، والتعاون مع رجال الأمن، لمواجهة ظاهرة الاعتداء التي تعرفها بعض الأحياء، بدل الوقوف موقف المتفرج، ودعوا إلى التدخل بعقلانية لعرقلة المعتدين، وإخبار مصالح الشرطة للقيام بالواجب في الوقت المناسب.