عباس الفاسي والمعطلون صورة مركبة من تمازغا بريس "" للمرة الثانية في هذه السنة، يقتحم التجمع المغربي للأطر العليا المعطلة، المقر الرئيسي لحزب الاستقلال بالرباط، والمتاخم لباب الأحد. وجاءت هذه الخطوة حسب أحد أعضاء التجمع، نتيجة تملص الحكومة ونكثها وتبرمها من الوعود التي قطعتها مع مكتبي المجموعة(الموحدة والفدرالية)، إثر الاجتماع الذي أنعقد بمقر الحزب عشية الاقتحام ماقبل الأخير، والذي لم يغير من الوضع شيئا ماعدا واجهة المقر التي تم تسييجها وتدعيمها ببوابة كبرى تروم صد أي محاولة أخرى من شأنها إباحة حرم المقر المركزي. لكن هذه الاحتياطات باءت بالفشل أمام إصرار مناضلي التجمع إسماع صوتهم عاليا، خصوصا بعد الأنباء التي تؤكد نية الحكومة إقصائهم من سلسلة الحوارات الاجتماعية مع باقي المجموعات(خصوصا مجموعة الأربع والتنسيقية) لطي ملف عطالة الأطر بشكل نهائي. وجاء هذا الاقتحام بشكل فجائي على الساعة 8.30 من مساء الثلاثاء الماضي، حيث ارتأت المجموعة استغلال غياب الدورية المكلفة بحراسة مبنى المقر لتنفيذ مخططها، والقاضي بتسوير المبنى والانتشار في جنباته، للضغط على الحزب و إرغامه على إيفاد لجنة حوارية على أعلى مستوى، الشيء الذي تم بالفعل، حيث ترأس مستشار الوزير الأول السيد بكاري هذه اللجنة، وقدم وعودا شفهية بالتعامل مع جميع المجموعات على قدم المساواة، وعدم استثنائها من أي مبادرة سيعرفها ملف عطالة الأطر. وقبل وصول هذه اللجنة قام بعض الأفراد المنتمين للقوات المساعدة برشق المتحصنين بالمقر بالحجارة خفية، تطبيقا لأوامر مرؤوسيهم، وذلك لإرغامهم على رد الفعل وإيجاد مسوغ للتدخل بعنف، و هو ما فطن إليه مناضلو التجمع ولم ينساقوا وراء الطعم، وبالتالي تم امتحان ذكائهم مرة أخرى وتعريضهم لاستفزاز بشكل وضيع و أكثر خسة، وذلك باستقدام شبيبة الحزب في وقت متأخر من الليل وآثار النوم بادية على جفونهم، لخلق جو توتر لاصطدامها مع أطر المجموعة، هؤلاء(أي مناضلو التجمع) تحلوا كما هو معهود فيهم بالوعي الكافي تجنبا لهذا المطب. ولم يغادر أطر التجمع المغربي للأطر العليا المعطلة مقر حزب الاستقلال إلا على الساعة 3.30 صباحا بعد أن تلا عليهم مكتبي المجموعة النقاط التي وردت في محادثاتهم مع مستشار الوزير الأول. [email protected]