تؤكد باتريسيا نيوتن مولر، القائمة بالأعمال لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، في مقال خصت به جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن حماسة الأيام الأولى من "الربيع" العربي فتحت الباب واسعا أمام تحديات صعبة تهم الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة. وبعد أن لفتت مولر إلى أن "الهاجس الرئيسي لما سمته "الصحوة" العربية حاضر من خلال رغبة العرب في أن يكون لهم دور أكبر في اتخاذ القرارات الحاسمة التي ترتبط بحياتهم، أبرزت بأن هذا الاتجاه يدخل في صميم مبادرة مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا. وفيما يلي نص مقال القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية كما توصلت به هسبريس: ************* نحو مسار مشترك للسير قدماً: مبادرة مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا اجتمع قادة مجموعة دول الثمانية في ايرلندا الشمالية، هذا الأسبوع، للتشاور حول القضايا الدولية الرئيسية الحالية، وكان دعم شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موضوعاً مركزياً في محادثاتهم. وبعد مضي أكثر من سنتين على فترة التغيير التاريخي في المنطقة، نجد أن الحماسة التي ميزت الأيام الأولى من الصحوة العربية قد أفسحت الطريق أمام تحديات صعبة للإصلاح الحكومي والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الهاجس الرئيسي للصحوة العربية مايزال حاضراً بقوة اليوم كما كان قبل عامين، والذي يتمثل برغبة مواطني المنطقة بأن يكون لهم دور أكبر في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم. هذا المبدأ، والذي دعمته الولاياتالمتحدة الأميركية منذ أمد بعيد، هو في صميم مبادرة مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا. هذه المبادرة تجمع بين حكومات دول مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، والقطاع الخاص، وقادة المجتمع المدني بهدف دعم التنمية السياسية، والاجتماعية، والتقدم الاقتصادي. وكان للولايات المتحدة شرف الرئاسة المشتركة مع الجمهورية التونسية لعملية مبادرة مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا عام 2012، ومنتداها السنوي، منتدى المستقبل التاسع، بمشاركة المنظمات غير الحكومية والشركاء من القطاع الخاص. وخلال المنتدى، اتفق قادة المجتمع المدني وممثلو القطاع الخاص، والمسؤولون الحكوميون على تعزيز الإصلاحات الخاصة بالقضايا الأساسية مثل خلق فرص العمل، وإتاحة الفرص الاجتماعية والاقتصادية للجميع، خصوصاً النساء والشباب؛ ورفع مستوى مشاركة المواطنين في العملية السياسية؛ وسيادة القانون ونزاهة المؤسسات العامة؛ والنهوض بالحريات الأساسية، وزيادة الاستجابة والشفافية من قبل المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك إنشاء وسائط منتظمة ونمطية للتعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص. وقد تم تعزيز هذه الالتزامات في البيان الختامي الذي وافقت عليه بالإجماع جميع الحكومات المشاركة، مما يؤكد رغبة الحكومات والمجتمع المدني على حد سواء للعمل معاً لتعزيز التقدم. وبينما يجتمع قادة مجموعة دول الثمانية هذا الأسبوع لمناقشة حلول للقضايا الدولية الكبرى، حثّت الولاياتالمتحدة الأميركية وشركاؤها في عملية مبادرة مجموعة الثمانية ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا جميع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على العمل مع الحكومات لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه بلدان المنطقة. ويمثل البيان الختامي فرصة ومساراً مشتركاً للسير إلى الأمام، ومجموعةً من القيم والالتزامات المشتركة التي تكوّن أساساً تستطيع الحكومات والمواطنين البناء عليه. ومن خلال جهودنا المشتركة يمكننا تحقيق هدف ضمان أن جميع الرجال والنساء قادرون على العيش في مجتمعات يتم فيها التعامل مع الكل بعدل وكرامة، وتُضمن المساواة بينهم في الحصول على الفرص الاقتصادية والسياسية، ويتاح المجال لهم لصياغة مستقبلهم.