مع اقتراب موعد مثوله أمام المحكمة الإسبانية العليا للتحقيق معه في فاتح يونيو المقبل، بدأت جبهة "البوليساريو" في التخطيط لتهريب زعيمها خارج الأراضي الإسبانية. وقال القيادي الانفصالي سالم البصير، في تصريح مصور أجرته صحيفة "أوك دياريو" من داخل مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو حيث يرقد إبراهيم غالي، إن الأخير يخطط لمغادرة التراب الإسباني في الأيام المقبلة دون مثوله أمام المحكمة الوطنية في مدريد. واعتبر القيادي الانفصالي، الذي يرابط أمام مستشفى لوغرونيو، أن الاتهامات الموجهة إلى غالي بشأن الإبادة الجماعية والتعذيب والإرهاب وغيرها "كلها كذب"، وأنه بمجرد أن يستعيد عافيته سيغادر إسبانيا. وبدا المسؤول الانفصالي واثقا من قدرة "البوليساريو" على إخراج زعيمها دون مساءلة، وأكد بشكل قاطع أن غالي "لن يذهب إلى المحكمة لكي يدلي بشهادته"، وزاد: "لماذا سيذهب؟ لأن بعض المؤيدين المغاربة قد أرادو ذلك". يشار إلى أن إبراهيم غالي رفض، خلال حلول عناصر الشرطة الوطنية بمستشفى لوغرونيو، تسلم استدعاء شهادة الاستدعاء، وقال إنه يجب أن "يتشاور مع السفارة الجزائرية وبعض الناس الذين يثق بهم". ونفى القيادي الانفصالي، في حوار مع الصحيفة الإسبانية، دخول غالي إلى إسبانيا بوثائق مزورة على الرغم من دخوله المستشفى بهوية "محمد بن بطوش" وفي التقارير الطبية ظهر باسم "محمد عبد الله". وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، هدد بتصعيد المغرب ضد إسبانيا في حالة عدم امتثال إبراهيم غالي للسلطات القضائية، قائلا: "إذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات، فذلك يعني أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة". وفي وقت سابق، كشف فؤاد يزوغ، السفير المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إنه "يتعين إجراء تحقيق نأمل أن يكون شفافا لتسليط الضوء على كافة ملابسات هذه القضية"، مشيرا إلى أن هذا التحقيق "قد يكشف عن العديد من المفاجآت، لا سيما تواطؤ وتدخل أربعة جنرالات من بلد مغاربي"، في إشارة واضحة إلى الجزائر.