"هو فعل ثقافي موسيقيّ وسط كثرة كلام".. الجملة جاءت على لسان القنصل العام لإسبانيا، عشية أمس، حين تناولِ ذات المسؤول الدبلوماسي للكلمة أمام ضيوف الدورة الخامسة من مهرجان طرب طنجة.. وأضاف نفس المتحدّث، على هامش حفل استقبال احتضنه بمقر إقامته وسط عاصمة البوغاز، أنّ السَّاهرين على الموعد الفني ل "طرب طنجة" يبصمون على مجهود جماعي، منذ خمس سنوات خلت، إيمانا منهم بضرورة اللجوء إلى الفعل من أجل تحقيق الأفضل . خامس دورات طرب طنجة، وهي التي ستدوم 5 أيّام رافعة شعار: "طنجة: تنمية وثقافة"، تستضيف فرقا للموسيقى التقليديَة بفنّانين منتمين إلى خمس بلدان هي اليابان وإيران وإسبانيا والولايات المتّحدة الامريكيّة، زيادة على المغرب.. فيما جرَى افتتاحها، رسميَّا، بحضور الأميرة أمّ كلثوم التي أطلقت 5 حمائم في الجوّ على إيقاعَات الطقطوقة الجبلية وموسيقَى كْنَاوَة. عمر المتّيوِي، وباسم جمعية روَافد موسيقيّة المقيمَة للمهرجان، أشاد بالدعم المالي والمعنوِي المحيط بالتظاهرة، هذا قبل أن يستدرك بقوله: "رغما عن ذلك لا يمكِنُنَا إلى أن نأمل في نيل مساندة أكبر من مختلف الفاعلين وكذا الشركَاء الحاليّين لطرب طنجة، سواء ماليا أو معنويا.. وإذا كُنت قد صرّحت السنة الماضية بأنّ الدورة الرابعة تكَاد تكون الأخيرة، إلاّ أنِّي أقول هذا العام بأنّ الدورة الحالية لن تكُون النهائيَة بأي حال من الأحوال". المسؤولة الأولى عن قنصلية فرنسابطنجة قالت، ضمن سير المداخلات الشرفية بحفل الافتتاح، إنّ الشراكة التي تربط إدارتها بالموعد تأتِي من اعتباره أيقونة للمواعيد الفنية الراقية التي يمكن أن يحتضنها هذا الفضاء الجغرافي الاستراتيجيّ الذي يتوسّط العالم.. وزادت: "مهرجَان طرب طنجَة آخذ في اكتساب القوّة من خلال إشباعه للرغبات الموسيقية للوافدين على فقراته.. لذلك يمكن للمنظّمين، الذين نشكرهم على إخراجهم المهرجان مرّة أخرى للوجود، أن يعتمدوا على الشراكة معنَا من أجل التطوّر سنة بعد سنة". برنامج "طرب طنجة 2013" يضمّ مجموعة معتمدي الإيرانيَة إلى جوار لِيبَانَا بُوردِيرلاَند الأمريكيّة، وذلك إلى جوار فرق موسيقية من بينها أولاد البوعزاوي والدقّة الرودانية وحضرة البقّالي ومجموعة لمشاعل.. كلّها تلتقِي بالفضاء التاريخي لبرج الحجوي، الشهير لدَى ساكنة طنجَة ب "دَار الدبَاغ"، والذي أضحَى يستأنس بالعناية التي تطاله مع مقدم المهرجان بعيدا عن الإهمال الذي يرافقه بقيَّة أيّام السنة. أولى العروض الفنية ضمن الدورة الخامسة لمهرجان الموسيقات التقليدية في العالم كانت ببصمة يابانيَة إسبانيَة وقّعت بها فرقة "صَاوُورِي سَامُورَايْ فلاَمِينْكُو" أمام 500 فرد شغلوا الطاقة الاستيعابية لفضاء المهرجان.. مزاوجَة بين ثقافة الغجر بشبه الجزيرة الإيبيريَة، من جهة، والحمولة الفكرية والاجتماعيَة القادمة من أقصَى شمال شرق القارَّة الآسيَويَّة، من جهة ثانية. المجموعة الإسبانية اليابانية التي حلّت بالضفة الجنوبية من البوغاز قدّمت تجربتها باعتبارها استمرارا للتلاقح الفني الموسيقي بين البلدَين الذي شرع ضمنه قبل 400 عام من الحين، وبالضبط منذ تنقّل مقاتل سَامُورَاي من اليابَان للاستقرار وسط منطقة فالينْسيَا ذات سنة من القرن ال17.. أمّا عرض "صَاوُورِي سَامُورَايْ فلاَمِينْكُو" فقد زَاوج بين عالميَة لغة الموسيقَى وأناقة رقص الفلامِينْكُو، كما شمل لوحات كوريغْرَافيَة من ثقافة السَامُورَاي.