ما زالت الحروب المشتعلة ضد مزارع القنب الهندي متواصلة في المغرب، إذ انطلقت، خلال هذا الأسبوع، المرحلة الثانية من حملة المكافحة في مدينة تاونات التي امتدت إليها هذه النبتة بعد أن كانت محددة مساحتها الجغرافية، في السابق، في منطقة كتامة، المعروفة بإنتاج الحشيش. "" وأكدت مصادر مقربة من فرق المكافحة، ل "إيلاف"، أن هذه الأخيرة غيرت استراتيجيتها، وبدأت تعتمد تقنيات وأساليب حديثة، بعد أن بات المزارعون يطلعون عن كثب على تحركاتهم، وكذا الطريقة التي يعتمدونها في تدمير المساحات المزروعة والمواقع المستهدفة، ما جعلهم يستبقون خطواتهم. وأفادت المصادر أن الحملة السابقة قادت إلى تحديد هوية عشرات المزارعين، قبل إلقاء القبض عليهم، في حين حددت لائحة جديدة بأسماء مبحوث عنهم، يعتقد بأنهم يختبئون في المناطق المجاورة. وتعرف هذه الفترة من السنة توافد مجموعة من الوسطاء والتجار على منطقة كتامة والمدن المجاورة لاقتناء صفائح الشيرا، قبل نقلها عبر عربات إلى أوروبا عبر ميناء طنجة . وعاشت الطرق المؤدية إلى منطقة كتامة، خلال فصل الصيف، ما يشبه حالة الاستنفار القصوى بسبب الحواجز الأمنية التي نصبت أمام جميع المنافذ المؤدية إلى "مصانع الحشيش" في المملكة. ووضعت مصالح الدرك الملكي حواجز في جميع الطرق التي تقود مباشرة إلى منطقة كتامة حيث تنتشر آلاف الهكتارات المزروعة بالقنب الهندي. وأشارت مصادر موثوقة إلى أن غالبية المنافذ أغلقت، وتخضع يوميا العشرات من الشاحنات والسيارات والحافلات إلى التفتيش. وجاءت هذه الخطوة، تبرز المصادر نفسها، إثر انتهاء موسم حصاد القنب الهندي، في انتظار بدء عملية تصنيعه وتحويله إلى صفائح، قبل أن يحدد نوع الزبون الذي سيتسلم هذه البضاعة. وفي السنوات الأخيرة أضحت زراعة "الكيف" تأخذ في الوقت الراهن بعدا أوسع جعل مزارع القنب الهندي تشرف على أبواب عمالات شفشاون، وتاونات، والحسيمة، وتطوان، والعرائش. وجاء هذا الانتشار على حساب المجال الغابوي والرعوي والمدارات والأحواض السقوية، مساهما بذلك في حدوث اختلال إيكولوجي ناتج من تراجع المساحات الغابوية والرعوية و انجراف التربة بالمنحدرات المعراة جراء الاجتثاث والحرائق الغابوية. وتعد زراعة القنب الهندي موردا أساسيا ورئيسا في تحسين مستوى عيش مجموعة من الشرائح الاجتماعية في المنطقة، كما أنها تستقطب أعداداً هائلة من اليد العاملة من مختلف أنحاء المغرب. وكان تقرير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام2007، أشار إلى أن سوق العرض والطلب بالنسبة إلى الكوكايين، شهد استقرارا خلال العام الماضي، وأن المساحات المزروعة منه انخفضت، خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2006، بنسبة 29 في المائة، موضحا أن عدد الذين يتعاطون هذا المخدر على مستوى العالم يبلغ نحو 14 مليون شخص. وبالنسبة إلى نبات القنب الهندي، سجل التقرير أنه من أكثر النباتات المخدرة انتشارا، وأن سوقه الاستهلاكية هي الأكبر على الإطلاق، إذ وصل عدد متعاطيه إلى نحو 160 مليون شخص على مستوى العالم، كما أن زراعته وإنتاجه يتزايدان في إفريقيا. ولاحظ أن إحباط عمليات تهريب القنب في إفريقيا، تمثل ثلث الكميات المضبوطة على الصعيد العالمي، و57 في المائة من إجمالي عمليات ضبط المخدرات بكافة أنواعها حول العالم.