اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء بجملة من المواضيع من بينها على الخصوص التظاهرات في البرازيل احتجاجا على الزيادة في أسعار تذاكر وسائل النقل وكلفة تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2014 ) وزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لألمانيا، علاوة على التزام قادة مجموعة الثماني بالعمل لصالح مكافحة التهرب الضريبي وقرار الولاياتالمتحدة استئناف الحوار مع حركة طالبان. ففي بلجيكا، كتبت يومية (لا ليبر بلجيك) أنه من وجهة نظر أوربية، فإن الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البرازيل ضد الانفاق الضخم الذي خصصته الحكومة لتنظيم نهائيات كأس العالم 2014 يتم على حساب القطاعات الاجتماعية خاصة على خلفية التباطؤ الحاد الذي يشهده هذه السنة اقتصاد البلاد، مبرزة أن هذا الإنفاق ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للطبقات المتوسطة. من جهتها، ذكرت يومية (لوسوار) أن مئات الآلاف من المتظاهرين البرازيليين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على ارتفاع تكاليف وسائل النقل العمومية والفساد، الذي لم تشهد له البلاد مثيلا له لمدة عقدين من الزمن، مشيرة إلى أن هذه التعبئة الواسعة النطاق وغير المسبوقة أحرجت الطبقة السياسية بالبلاد وأجبرتها على مناقشة مطالبهم. وفي فرنسا، ألقت الصحف الباريسية الضوء على التزام قادة مجموعة الثماني بمكافحة التهرب الضريبي، وذلك عقب قمة لوف أورن بايرلندا الشمالية،مركزة في نفس الآن على أوجه التقدم في المفاوضات بهذا الشأن. في سياق متصل، اعتبرت يومية (ليزيكو) أن هذه القمة، وإن كانت قد أظهرت انقسامات واضحة بين روسيا وبقية الدول المتقدمة حول المسألة السورية، فإنها بالمقابل أفضت إلى توافق أوسع في الآراء حول المضي قدما في مكافحة التهرب الضريبي، خاصة من خلال اتفاق حول تبادل المعلومات بين الدول. من جانبها، أكدت يومية (لوفيغارو) أن القمة خيبت آمال بعض المنظمات غير الحكومية بشأن الشفافية الضريبية خاصة وأن بيانها الختامي "التزم الصمت" بخصوص التكتلات والمقاولات الوهمية، الأمر الذي يجعل مسألة مكافحة التهرب الضريبي صعبة جدا، مضيفة في هذا الصدد أن الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة وكندا أسهمت هي الأخرى في التقليل من أهمية هذه القرارات التي خرجت بها القمة. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن قرار حكومة الولاياتالمتحدة الجلوس في الأيام المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة حول طاولة المفاوضات مع الجهاديين الأفغان لا يعني بالضرورة ان اتفاقا وشيكا سيتم توقيعه بخصوص الوضع في أفغانستان، موضحة في هذا المقام أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسير في اتجاه الخروج من أفغانستان بشكل كامل، وأن حركة طالبان هي المسؤولة عن مقتل 2400 جندي أمريكي، بالإضافة إلى 1000 آخرين من صفوف قوات التحالف. وفي إسبانيا، أولت الصحف اهتماما خاصا بإحراز الفريق الاسباني لكرة القدم دون 21 سنة للمرة الثانية على اللقب الأوروبي (أورو 2013 ) وذلك خلال المباراة التي أجريت أمس الثلاثاء فى إسرائيل، وذلك إثر فوزه على إيطاليا بأربع أهداف لاثنين. أما الصحف البرتغالية، فقد أولت من جانبها اهتماما لحركة الاحتجاج الاجتماعي التي هزت عددا من المدن البرازيلية احتجاجا على ارتفاع سعر تذاكر وسائل النقل العمومية، وذلك على بعد سنة من تنظيم البلاد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم. فقد كتبت يومية (بوبليكو) أنه في أعقاب هذه الاحتجاجات، حاولت الطبقة السياسية الاستجابة لمطالب المحتجين، معتبرة أن هذا الغليان الشعبي يعد صرخة في وجه واقع يتسم بعدم المساواة واستشراء الفساد. وفي تركيا، تصدرت القضية السورية خلال قمة مجموعة الثماني، التي أنهت أشغالها أمس الثلاثاء في ايرلندا الشمالية، عناوين الصحف المحلية التي ركزت بوجه خاص على الاجتماع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة. وفي هذا الصدد، كتبت يومية (بوغون) تحت عنوان "الحرب الباردة تخيم على قمة الثماني" أن بوتين وأوباما لم توصلا إلى اتفاق بخصوص القضية السورية، خاصة وأن البيان الختامي للقمة لم يتطرق إلى فرضية رحيل بشار الأسد بعد معارضة بوتين لهذا الطرح. وعلى صعيد آخر، توقفت صحيفة (يني شفق) عند موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي دعت القمة لمناقشة الوضع في تركيا، التي تشهد حركة احتجاجية واسعة مناهضة للحكومة همت منذ أزيد من أسبوعين العديد من المدن. بدورها، اعتمت الصحف الألمانية بقمة مجموعة الثماني وزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لألمانيا. وفي هذا كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن قمة مجموعة الثمانية لم تتمكن من حل الخلاف القائم حول الملف السوري بل هناك اتساع في الفجوة في وجهات نظر قادة الثمانية شبيه بما كان في الحرب الباردة مشيرة إلى أن ذلك راجع لموقف روسيا التي تتمسك بالأسد. أما "لوبيركر نخغيشتن" فترى أن قمة الثمانية لم تخرج بإجابات مقنعة عن عدد من الأسئلة التي تطرح بإلحاح حول هذه القضية خاصة منها كيف يمكن وقف الحرب الأهلية في سوريا ، وكيف يمكن التوصل إلى حل سلمي للصراع بين بشار الأسد والمعارضين له، معتبرة أن الحرب مستمرة وقتا طويلا، خاصة وأن المتمردين لن يتراجعوا أما الأسد فحتمية انتصاره وشيكة بعد النجاح الذي حققه جيشه مؤخرا ويدرك أن بإمكانه أن يتلقى الدعم بالأسلحة من حليفته روسيا. في المقابل، ذكرت صحيفة "دي فيلت" أن قادة مجموعة الثماني اتفقوا على الدفع نحو حكومة سورية انتقالية إلا أن الخلاف مع روسيا منع من الاتفاق على إنهاء نظام بشار الأسد الذي لا يعرف ما إذا كان سيجلس في هذه الحكومة الانتقالية إلى جانب المعارضة ،ومع ذلك، تضيف الصحيفة، من الصعب تصور أن المعارضة ستشارك في الحكومة دون تنحي الأسد. وبخصوص زيارة أوباما لألمانيا، كتبت "زود دويتشه تسايتونغ " أن هذه الزيارة تكتسي أهمية كبرى ولها دلالة تاريخية خاصة بالنسبة لكلمته التي سيلقيها أمام بوابة "براندنبورغ" بعد مرور 50 سنة بالضبط على خطاب جون كنيدي بنفس المكان حيث أعلن عنده التزام أميركا اتجاه جمهورية ألمانيا الاتحادية وقال كلمته التاريخية بالألمانية "أنا برليني". أما "نوين أوسنابروكر " فترى أن العلاقات بين البلدين ليست إيجابية تماما كما يبدو لأنها عكس الصورة التي تظهر على شاشات التلفزيون، مشيرة إلى أن الصداقة الألمانية الأمريكية تعتريها بعض الشروخ لأسباب عدة منها استياء الجانب الألماني الذي مازال قائما إثر الغزو الأمريكي للعراق وبعض القضايا موضوع خلاف بين الجانبين. أما "راين نيكار تسايتونغ" فعلقت أن اجتماع أوباما في برلين هو اجتماع عمل يتركز في يوم واحد على بحث عدة مواضيع منها اتفاقية التجارة الحرة، وفضيحة التجسس حول البيانات الخاصة من قبل أجهزة الأمن الأمريكية، وملف السجناء في غوانتانامو ، وفرص التوصل إلى حل تفاوضي في سوريا. ومن جهتها كتبت "فيلتسلارر" أن زيارة أوباما لبرلين فرصة لدعم التواصل بين أمريكا وألمانيا وأوروبا مما يتطلب من كلا الجانبين التخلي عن بعض التحفظات بشأن عدد من المواضيع لأن الوقت -حسب الصحيفة - مناسب لذلك . وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجد نفسه في مواجهة مع نظرائه السبعة من أعضاء نادي الدول الكبرى خلال اجتماعات قمة الثماني في أيرلندا الشمالية، مشيرة إلى أن المواجهة تتعلق بالموقف من سوريا والرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه. وذكرت صحيفة "فيدوموستي" أن البيان المشترك الصادر عن "قمة الثماني" حول سوريا خلا من إشارة إلى مصير الرئيس السوري كما شاءت روسيا، وأعلن عن تأييد مجموعة الثماني للمبادرة الروسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي ثان حول سوريا في جنيف. من جهتها، أوضحت صحيفة "ترود" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخضع للمزيد من الضغوط من قبل زعماء العالم الغربي، متمنية أن لا ينصاع بوتين للضغوط المتزايدة من قبل الذين اعتادوا أن تطيع روسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، تعليماتهم. أما الآن تضيف الصحيفة، فتسعى روسيا جاهدة إلى الإفلات من عقال الإدارة الخارجية.