أثارت دورية صادرة عن المديرية العامة للطيران بخصوص شروط الدخول إلى المغرب الكثير من التساؤلات، لأنها لم توضح المعنيين بتدابير الحجر الصحي بعد قدومهم إلى البلاد، فيما اعتقد البعض أنه سيتم الشروع في تنظيم رحلات استثنائية مع "الدول المغلقة". وأوضحت مصادر مطلعة، في تصريح لهسبريس، أن الشروط الجديدة التي جاءت في الدورية لا تتعلق بالمسافرين القادمين من الدول التي تجمعها رحلات جوية حاليا مع المغرب، من قبيل موريتانيا والسنغال وكوت ديفوار وكندا والسعودية والإمارات وقطر، ودول قليلة أخرى ما زالت المملكة لم تعلق الرحلات معها. وتهم الشروط المشددة، وفق توضيحات مصدر مسؤول بإحدى شركات الطيران، المسافرين القادمين من الدول المعلقة معها الرحلات، الذين يأتون عن طريق الوجهات المفتوحة، مضيفا أنه "لن تكون هناك رحلات استثنائية لإعادة العالقين كما جرى تأويل ذلك". وجاء هذا القرار بعد أن لاحظت السلطات المغربية أنه رغم تعليق الرحلات مع عشرات الدول المتضررة من جائحة فيروس كورونا، إلا أن بعض المسافرين يعمدون إلى سلك مسارات أخرى، لم يتم تعليق الرحلات معها، قصد الولوج إلى المملكة. وأضافت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن المسافرين القادمين مباشرة من الدول غير المعلقة معها الرحلات غير معنيين بهذه الشروط الجديدة، وإنما تهم الأشخاص الذين يقيمون في "الدول المحظورة" ويأتون عن طريق "ترانزيت". ومن بين الإجراءات التي فرضتها المديرية العامة للطيران المدني، التابعة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، التزام المسافر بالحجر الصحي على نفقته داخل الفنادق التي حددتها السلطات بمدينة الدارالبيضاء لمدة 10 أيام، وتجنب أي اتصال جسدي بأي شخص. كما يتعهد صاحب التصريح بأن يبقى رهن إشارة السلطات من أجل القيام باختبار ثان بعد اليوم الثامن أو التاسع من الحجر، ناهيك عن إنجاز اختبار سريع عند الوصول إلى المطار. وبالنسبة لقرار المديرية العامة للطيران المدني القاضي بتمديد تعليق الرحلات الجوية الدولية مع 54 دولة حتى العاشر من يونيو عقب تمديد الحكومة لحالة الطوارئ، أوضحت مصادرنا أنه إجراء تقني وتجاري فقط تقوم به مديرية الطيران في كل مرة يتم فيها تمديد حالة الطوارئ منذ تفشي الوباء في البلاد، أي إنه مجرد تحديث وتعديل افتراضي مرتبط بالنظام المعلوماتي لحركة الطيران فوق الأجواء المغربية. وتابعت المصادر ذاتها بأن قرار إعادة فتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية يعود إلى الحكومة، لكن السلطات الخاصة بالنقل الجوي، أي مديرية الطيران، من الضروري أن تحدد تاريخا معينا لاستئناف الرحلات لاعتبارات تجارية وتقنية، وهو ما يعني أن تاريخ 10 يونيو قد يتمدد أو يتقلص وفقا لقرارات الحكومة. ويسود غموض كبير حول موعد فتح المملكة لأجوائها الجوية، خصوصا مع اقتراب الأعياد والعطلة الصيفية، فيما أكدت مصادر مطلعة أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد لأن خطوة مثل هذه ليست سهلة وترتبط باستقرار الوضعية الوبائية في العديد من الدول. وكانت فرنسا قد وسعت قائمة الدول التي ستفرض على المسافرين منها حجرا صحيا بسبب تفشي سلالات متحورة على أراضيها، حيث سيخضع القادمون منها اعتبارا من الأسبوع المقبل لحجر صحي إلزامي مدته عشرة أيام مع إمكانية الخروج من المنزل بتصريح، فيما سيتعرض المخالفون لهذا الإجراء لغرامات مالية.