جدد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، هجومه على الحكومة التي أعلن برلمان حزبه انسحابه منها مشددا على "صوابية قرار الانسحاب من هذه الحكومة والالتحاق بالمعارضة"، محملا بنكيران تبعات الأزمة الاقتصادية التي تجتاح المغرب إن لم يقم بالإجراءات الضرورية لوقفها. واعتبر شباط الذي كان يتحدث في مهرجان خطابي اليوم الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، أنه "بعد مساهماتنا في هذه الحكومة التي راهنا عليها من أجل الخروج بالبلاد من الجمود إلى الحركية، ودعوتنا إياها لتكون حكومة منسجمة ومنفتحة على المعارضة"، "لم نرى غير تمسك بنكيران بأحادية الرأي وفرضه لطرحه والانتقائية في التعاطي مع الملفات، ..كما أن "المحسوبية والزبونية والحزبية الضيقة هي السمة الرئيسة للتوظيفات السامية". واتهم شباط الحكومة بفبركة الملفات في المحاكم ضد المناضلين، مؤكدا أنها تعتمد منطق التخوين في مواجهة الخصوم،.."ولي ناض يطلب حقو تصفه بالمشوش"، مضيفا المغاربة ليس فيهم تماسيح ولا عفاريت،.."هدي غير خرايفة ديال سي بنكيران وقلنا لي سمي الأمور بمسمياتها، ولا سير لبوياعمر"، على حد تعبير الأمين العام لحزب الاستقلال. شباط الذي شدد على أن المغرب ليس دولة "الخوانجية"، بل دولة مغربية معتزة بإسلامها، قال إن اللغة التي يعتمدها بنكيران هي نفسها التي يعتمده "الإخوان" في كل من تركيا وتونس ومصر"، لغة التظلم وتعليق الفشل على الآخرين، يقول شباط. وطالب شباط بتقليص وزراء الحكومة الحالية إلى النصف، مشددا على ضرورة العمل بمنطق الأقطاب، قبل أن يؤكد أنه "لن يشارك أي من القيادة الجديدة للحزب في هذه الحكومة، ولا نريد 6 وزراء بل 3 فقط، لكن لا يمكننا أن نكون تابعين لأحد لأننا الأصل وهو الفرع"، في إشارة لحزب العدالة والتنمية. وفي ذات السياق قال شباط إن "الخلاف داخل اليوم يوجد داخل الحكومة، وليس بين حزبي العدالة والتنمية والاستقلال"، مشيرا بلغة لم تخلو من إشارات إلى أن "الفضل في بقاء العدالة والتنمية إلى اليوم يعود لحزب الاستقلال".. "فقد طالبت الحكومة بإجماع أعضائها سنة 2003، بحل هذا الحزب بدعوى أنه يتحمل مسؤولية أحداث 16 ماي" يورد الأمين العام لحزب الميزان الذي شدد على أن وقفة قيادة الحزب السابقة معه هي من جنبته الحل. وذكر في هذا السياق أن "الخلاف حول صندوق المقاصة، ناتج "لأن العدالة والتنمية يريدون سحب الدعم عن المواد الأساسية، وقلنا أن الزيادة في الأسعار خط أحمر"، مشيرا أن "السياسة في قاموسنا هي تغليب مصلحة الشعب المغربي"،..قبل أن يحذر من أي زيادة في الأسعار ويتوجه للمواطنين بالقول "وزنو البوطا لأن الحكومة ستنقص منها في الميزان". إلى ذلك قال شباط إن حزب "الاستقلال هو ضمير الأمة وصمام أمانها لهذا شاركنا في الحكومة وكانت مشاركتنا مشروطة باستكمال الأوراش التي بدأتها الحكومة السابقة"، مؤكدا أن "حزب الاستقلال هو الحزب الاول في المغرب لأن له 116 برلمانيا مقابل 110 لحزب العدالة والتنمية على اعتبار أن البرلمان مازال بغرفتيه" قبل أن يؤكد أن "هدفنا أن يحس المغاربة بالتغيير في مجال الصحة والتعليم". وفي انتقاده لطريقة الحكومة في محاربة الفساد قال الأمين العام لحزب الميزان إنه "بعدما طالبنا بمحاربة الفساد والمفسدين لاحظنا تكاثر الفساد والمفسدين والأوبئة والعياد بالله"، مشيرا أن "محاربة الفساد بالنسبة لرئيس الحكومة هي الزيادة في الأسعار وفرض الضرائب التي تحرق جيوب المواطنين، ودفع المستثمرين للهروب"، مضيفا أنها عوض القيام بواجبها "دخلت في الصراع مع جميع مكونات المجتمع الأمر الذي أدى إلى الركود الاقتصادي". واعتبر شباط أن التجاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال للتحكيم الملكي بعد قرار المجلس الوطني الانسحاب، لأن الحكومة نقلت الخلاف إلى المؤسسة البرلمانية مقدما التحية لرئيس مجلس النواب على موقفه من رئيس الحكومة، معتبرا إياه موقفا لتقوية دولة المؤسسات ولصالح الشعب المغربي لأن "الحكومة تريد مراقبة للبرلمان عكس الدستور".