هاجم حميد شباط حكومة بنكيران محملا اياها كل المشاكل والأزمات التي يعرفها المغرب، ولم يترك مصطلحا في قاموس الهجاء والقدح إلا استعمله في حق بنكيران وإخوانه والمتحالفين معه من احزاب الاغلبية.. شباط، الذي كان يتحدث في افتتاح الدورة العادية الثالثة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي انعقد اليوم بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وصف الحكومة بالمفسدة حيث اكد ان الفساد لا يمكن ان يحارب الفساد وان المفسدون لا يمكن ان يحاربوا المفسدين".
وشدد شباط على ان هناك فرق بين من يدين بالإسلام ومن يتاجر به، في إشارة إلى استغلال حزب العدالة والتنمية للدين الاسلامي في السياسة.
واعتبر شباط ان الازمة التي يعيشها المغرب وصلت اليه بسبب سياسة الحكومة ورئيسها، الذي وصفه بالديكتاتورية حيث قال ان حزب الاستقلال عندما تحالف مع العدالة والتنمية لم يكن يعلم انهم ديكتاتوريون، مضيفا ان البيجيدي قدم في انتخابات 25 نونبر 2011 برنامجا قويا، إلا أن برنامج حزب الاستقلال كان اقوى وذلك باستناده للأرقام والمعطيات، مضيفا ان المغرب كان بإمكانه ان يصل إلى نسبة نمو تقدر ب5 في المائة او 7 في المائة حتى، لو ان الاخوان في حزب العدالة والتنمية انصتوا لما كان يقوله خبراء ومناضلو حزب الميزان. .
شباط فتح النار على كل مكونات الحكومة وقال ان لا احد منهم يمكن ان يوصف بأنه "ملاك"، مضيفا انه يعرف اسرار كل حزب منهم وهدد بكشف الاوراق والاسرار وتعريتهم إن هم أرادوا ذلك.
. مذكرا بأن لا احد من رؤساء الجماعات المنتمين لحزب الاستقلال توبع من طرف القضاء في الوقت الذي يتابع فيه الكثير من مسؤولي الاحزاب الاخرى المشاركة في الحكومة على خلفية ملفات الفساد وتبديد اموال عمومية..
شباط قال ان حزب الاستقلال، خلافا لحزب العدالة والتنمية، حزب يؤمن بالاختلاف والديمقراطية ومنفتح على الآخرين، وذكر بنكيران بما وقع بعد الاحداث المأساوية ل16 ماي 2003 بالدار البيضاء، حيث تم اتخاذ قرار حكومي بحل حزب العدالة والتنمية، الذي وصف آنذاك بتورطه في تهييج المتشددين عبر مقالات وخطب المنتمين إلى صفوفه، إلا ان حزب الاستقلال، يضيف شباط وقف في وجه هذا القرار ودافع عن حق حزب العدالة والتنمية في الاستمرار والوجود، إلا ان هناك بعض الجاحدين الذين لا يتذكرون التاريخ او يتناسوه..
مناسبة تذكير شباط بهذا الحدث جاء على خلفية مناداة حزب العدالة والتنمية بقانون للعزل السياسي كما هو الشأن في ليبيا، وقال زعيم حزب الاستقلال بهذا الخصوص أن العدالة والتنمية يريد "مصرنة" المغرب و"تونسته"..في إشارة إلى ما يقوم به الاسلاميون بهذين البلدين..
وفي معرض استعراضه لتاريخ المواقف التي عبر عنها حزب الاستقلال، قال شباط ان كل ما جاء في مذكرة الحزب المرسلة لرئاسة الحكومة في 3 يناير 2013 قد تحققت نبوءته، حيث ان الحكومة دخلت في حرب مع المقاولات ومع الاطر المعطلة ومع الشعب المغربي من خلال الزيادات في اسحار المحروقات.. ورغم ذلك فإن حكومة بنكيران لا تريد الاعتراف بالأزمة التي اوصل إليها المغرب، نظرا للعقلية التي يفكر بها عبد الاله بنكيران، وهي العقلية التي ترى في كل ما يقوم به حزب الاستقلال محاولة للتشويش على عمل الحكومة، في الوقت الذي يحاول فيه حزب علال الفاسي "إسداء النصح للإخوان" يقول شباط.
شباط خاطب اعضاء المجلس الوطني قائلا ان لقاء اليوم يعتبر محطة تاريخية بالنظر إلى ما ينتظره الرأي العام والمتتبعون ومناضلو الحزب من "برلمان حزب الاستقلال" بخصوص موقفه من الانسحاب من حكومة بنكيران.
يشار إلى ان شباط قدم في بداية كلمته اعتذار كل من عباس الفاسي، الامين العام السابق للحزب، وكذا القيادي محمد الدويري الذين تعذر عليهما الحضور لأسباب صحية..