وجه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، فوهة بندقية رشاشة على عبد الإله بن كيران وعدد من وزراء حكومته، متهما إياهم بمحاولة النصب والاحتيال على المواطنين حين فضح في لقاء تواصلي عقده أول أمس بفاس، ما كانت تخطط له الحكومة في السر لمواجهة الأزمة. وكشف شباط، الذي كان يتحدث أمام حوالي 1500 من مناضلي حزبه، أن الحكومة كانت تدبر للزيادة في سعر قنينة الغاز بوسيلة احتيالية عن طريق الغش في وزنها ونقصان كيلوغرامين في القنينة الواحدة ، وقال الأمين العام لحزب الاستقلال " منذ شتنبر حين بدأنا نجتمع بهم في الأغلبية، أي بنكيران وجماعته ، لا حديث لهم إلا عن الزيادة في الأسعار. وفي آخر اجتماع معهم قبل أن نتخذ قرار الانسحاب حذرناهم من المساس بسعر قنينة الغاز فاقترحوا أن ينقصوا منها كيلوغرامين .. هذا خطير إنه النصب والاحتيال.." كما فجر شباط في ذات اللقاء فضيحة أخرى حين قال إنه عندما طرح على الحكومة ملف "محضر طلبة الشواهد العليا المعطلين"، كان الجواب "إذا دخلوا هوما نخرجو حنا" في إشارة الى التعنت الذي أبداه عبد الإله بن كيران إزاء هذا الملف بالذات. واتهم شباط بنكيران بأنه " يتصرف كرئيس حزب وليس كرئيس حكومة" واعتبر أن الحكومة الحالية أفرغت جيوب المواطنين ولا تفكر سوى في "الزيادة في الأسعار والزيادة في الضرائب وتقليص الأجور" وهي الأركان الثلاثة التي ينبني عليها برنامجها. واسترسل قائلا إن الغلاء يستشري اليوم في السكر والغاز والنقل ، معتبرا أن الزيادة فيها بدعوى إصلاح المقاصة هي "إفساد المقاصة". واستنكر شباط على بنكيران أنه "كلما جاء الى البرلمان يقول إن هذه الأزمة سببها الحكومة السابقة، والحال أن هذه الأخيرة اعترضتها عدة كوارث ورغم ذلك واجهتها بالزيادة في الأجور وبالحوار الاجتماعي الذي توقف اليوم كليا.." موضحا أن الحكومة السابقة هي التي أنتجت العديد من القوانين الخاصة بمحاربة الرشوة والفساد والريع، وقانون التصريح بالممتلكات .. واعتبر الأمين العام لحزب الميزان أن الأزمة التي تعاني منها الحكومة اليوم هي أزمة فكر وأخلاق، وليست أزمة اعتمادات مالية.. ولم يفوت شباط المناسبة دون أن يرد بقوة على التصريحات الأخيرة لنبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التي قال فيها إن "حزب الاستقلال لم يهضم بعد أن يكون البيجيدي هو الحزب الأول"، متهما إياه بأنه أصبح "الناطق الرسمي" باسم حزب العدالة والتنمية، وبأن بنعبد الله يتدخل في ما لا يعنيه وينقل أخبارا زائفة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وتوجه إلى مناصريه "كتعرفو شكون تيدخل بين الظفر واللحم"؟... قبل أن يوجه انتقادات لاذعة لوزارة السكنى وسياسة المدينة التي يرأسها الامين العام للتقدم والاشتراكية ، ونفس النصيب من سهام النقد ناله زميله في الحكومة لحسن الوردي وزير الصحة الذي اتهمه هو الآخر بالتواطؤ من أجل "الزيادة في أسعار 2700 من أدوية الفقراء مقابل تخفيض أسعار أدوية لا يستعملها إلا القليل.." بعد ذلك عرج شباط على وزير التشغيل عبد الواحد سهيل الذي اتهمه بتعطيل الحوار الاجتماعي المتوقف منذ سنة ونصف ..وبارتفاع البطالة وقلة التشغيل وخلص شباط إلى أن "الحركة واقفة نهائيا".. وهو ما دفعه الى التساؤل "واش هاد الفلوس التي يتقاضاها الوزراء مادايزاش فالمغاربة؟ كيف يواجه المغرب أزمة اقتصادية والحكومة "ضاربة الطم"؟ وأقسم قيادي حزب الميزان بأن المغرب كان مصيره سيكون أفضل بدون هؤلاء الوزراء. وحول مصير حزبه في الحكومة، قال شباط "مادام أننا فشلنا في سنة ونصف .. ولم نخرج في أي لقاء في الأغلبية بشيء لصالح المغاربة، فإنه من الأفضل أن نترك مكاننا لغيرنا ..ودعا شباط بالمناسبة إلى فتح حوار وطني لتحديد مصير البلاد ..غير أن أهم ما صدر عنه في هذا الموضوع، هو قوله صراحة "نحن في حاجة إلى حكومة ائتلاف وطني وليس إلى حكومة تدعي عرقلة التماسيح والفئران والعفاريت".