استغل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مناسبة انعقاد المجلس الوطني لشبيبة حزبه من أجل شن هجوم لاذع على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إلى الحد الذي وصلت به الحماسة إلى الانخراط في الشعارات الحماسية التي رفعتها القاعة، والتي تهاجم مشاركة الحزب في الحكومة من خلال شعار: «الله الله على ورطة، المشاركة أكبر غلطة»، وأخرى منتقدة لشخص رئيس الحكومة من قبيل: «فينك فينك يا عباس، بنكيران طلع في الراس»، في إشارة إلى الوزير الأول السابق عباس الفاسي. شباط الذي بدا واثقا وسط أنصاره من شبيبة الحزب، الذين كان لهم دور داعم في وصوله إلى الأمانة العامة، أطلق النار على الحكومة، متهما الحزب الذي يقودها، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، بمحاولة الاستفراد بالقرارات المهمة، «وما استمرارنا في هذه الحكومة إلا لمنع القرارات التي ليست في صالح الشعب المغربي، وأنا أقول للمغاربة: أقسم لكم بأنه لن تكون هناك أي زيادة في الأسعار في المستقبل، ولن يستطيع الحزب الذي يريد الاستفراد بالسلطة أن يفرض علينا قرارات ليست في صالح الشعب». وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال أن كل الإيجابيات التي تريد الحكومة الحالية أن تنسبها إلى نفسها هي امتداد لسياسات الحكومة السابقة، مشيرا إلى أن الأزمة، اليوم، في الميزانية وليست في الاقتصاد، «ونحن نعرف أن الميزانية لها وزارتها الخاصة، ولو استمعت الحكومة إلى نصائحنا فيما يتعلق بمشروع ميزانية هذه السنة لما وصلنا إلى هذه الأزمة، لكننا نرى اليوم كيف انعكست وعود الحزب الذي يقود الحكومة، حيث إن ال7 في المائة التي وعد بها كنسبة نمو صارت هي نسبة العجز، وال3 في المائة التي وعد بها كنسبة عجز صارت هي نسبة النمو». واتهم شباط حزب العدالة والتنمية بتعمد تأخير القيام بالإصلاحات والمشاريع الكبرى إلى السنة القادمة، رغم ما سيسببه ذلك من خسارات للمواطنين والاقتصاد المغربي، «لأنهم يعرفون بأن سنة 2015 ستكون سنة الانتخابات الجماعية، بعد أن فشلوا في استكمال القوانين التنظيمية لتنظيم هذه الانتخابات خلال هذه السنة، مما يعني أنهم يراهنون على الفوز بتلك الانتخابات، عبر استغلال تلك المشاريع لمصلحة حزبهم». وبالموازاة مع حمل شعار «حكومة الخوانجية، باعوا وشراو في القضية» من طرف الحضور، شن شباط هجوما لاذعا على الإسلاميين، وقام بعقد مقارنات بين كل من راشد الغنوشي ومحمد مرسي من جهة، وعبد الإله بنكيران من جهة أخرى، مؤكدا أن الشعوب العربية استبدلت دكتاتوريين معتدلين بدكتاتوريين أكثر تطرفا، «وأحزاب الإسلام السياسي، بما فيها حزب العدالة والتنمية، أخطأت كثيرا، لكننا نتفهم عدم تقبلهم للحوار، لأننا نعلم أنه يمنع عليهم النقاش داخل حزبهم وحركتهم، وفيما يخص تهديدهم الدائم بالنزول إلى الشارع فأنا أقول لهم: من تربى في الشارع فإنه يحن دائما للعودة إليه».