معلوم أنه قد انعقد مؤتمر لعلماء الأمة الإسلامية مؤخرا بالقاهرة. وذلك يوم 4 شعبان 1434 للهجرة الموافق 13 / 06 / 2013م وكان لي الشرف أن أكون أحد المدعوين إليه، بل تشرفت بإلقاء كلمة في جماهير مصرية غفيرة جدا بسوق السيارات في الحي العاشر بالعاصمة المصرية مساء نفس اليوم. ونقل على الجزيرة مباشر مباشرة. وصدر البيان الختامي بما تلاه الشيخ محمد حسان. وهذا كله معلوم. إلا أن ما بقي مُهملا مع حاجة الناس إلى معرفته، هو ما تدارسناه فيما بيننا خلال أوراش علمية وعملية في ثلاث حلقات منفصلة. وقد ألقيت شخصيا موضوعا حساسا للغاية وافقني عليه كثيرون من أهل العلم. وهو أن إعلان النفير العام لا يمكن أن يكون على إطلاقه. فالشعب السوري ليس في حاجة إلى شباب يذهبون هناك ليُقتلوا قتل النعاج... بل هو في حاجة إلى سلاح نوعي تُمِده به القوى العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. هو في حاجة إلى مضادات للطائرات والدروع والدبابات... لا إلى شباب يذهبون ليصبحوا عالة على الجيش الحر كما قال الشيخ عدنان عرعور السوري... كما طرحت إشكالية أخرى دقيقة. وهي أن بعضا من المتحمسين للجهاد يحملون عقائد "تكفيرية" غير سوية سيذهبون إلى هناك وسيتعلمون فنون القتال ومهارات تصنيع المتفجرات وما إلى ذلك... ثم يعودون إلى بلدانهم – إذا كتب الله لهم أن يعودوا - لينشروا الرعب والخراب في مواطنيهم باسم الجهاد... ولقد طالبت شخصيا بإيجاد مقاربة لهذه الإشكالية التي تجعل جل الحكومات يمنع الشباب من الاتحاق بالمجاهدين في سورية، ليس منعا للجهاد – كما قد يبدو - ولكن احترازا من عودة غير محمودة. فكان الرد بالإجماع هو إدانة التطرف والغلو في الدين وممارسة الجهاد حيث لا يجب. وقد أجمع من كان حاضرا من العلماء على تجريم الإرهاب وتحريمه داخل البلدان الإسلامية الآمنة وأنه ليس من الجهاد في سبيل الله الذي شرعه الله تعالى... بخلاف ما يجري في سورية الآن فإن الفريقين قد تميّزا... وإن الصفين قد تباينا... {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج: 40] وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.