البحرين، من بين أصغر بلدان العالم مساحة بل تكاد لا تظهر على الخارطة فبالكاد إن كبرناها بالمجهر الخرائطي فإن جارتها إمارة قطر تظهر كالعملاق إلى جانبها، رغم أن هذه الأخيرة مصنفة هي كذلك بين الدول الصغيرة مساحة وسكانا. "" تبلغ مساحة مملكة البحرين تبلغ 620 كلم مربع و يناهز تعداد ساكنها 670 ألف نسمة .....زد على هذا أن بلدية ״ حد كورت ״ التابعة لإقليم سيدي قاسم المغربي تتجاوز البحرين مساحة، وإقليم شفشاون المغربي لوحده يكبر مملكة البحرين سبع مرات، هذا على سبيل المقارنة فقط... البحرين هذه والتي تكبرها العديد من القرى المغربية مساحة تبنت شابا مغربيا اسمه ״رشيد رمزي״ فمنحها هذا الأخير ميدالية نفيسة بملعب عش الطير الشهير، والمناسبة، أولمبياد صيني في غاية الروعة والإتقان، والمسابقة، 1500 متر مستوية، والمتنافسون، عدائون متمرسون من العيار الثقيل، ولم يكن التتويج سهلا بالمرة، أحد المتتبعين والمهتمين بالحقل ا لرياضي تساءل׃ ألا يستحي المسؤولون المغاربة من التفريط في الطاقات الوطنية التي يزخر بها الوطن الكبير من فيجيج الى الصويرة ؟؟ ألا ينتبهوا لهذا الهذر ؟؟ أليس بمقدورهم وضع استراتيجيات للتنقيب وصناعة الأبطال في ألعاب القوى و الملاكمة والسباحة وغيرها من الأصناف الرياضية ؟؟ ، فكان جواب أحد الظرفاء النجباء من أصحاب النكتة وسرعة البديهة كالتالي، على المسؤولين المغاربة أن لا يستحيوا من تبني ورعاية بطل أولمبي ״ كرشيد رمزي״، بل عليهم أن يستحيوا على آلاف الشباب الذين تأكل أجسادهم أسماك البحر وهم يحلمون للفرار من جحيم الوطن ״الفقر... البطالة... والعنوسة״ لمعانقة بلدان الاتحاد الأوروبي، لكن هيهات على الاستحياء، هيهات على الاستحياء....هيهات على الاستحياء .... لقد قام المسؤولون بالمغرب بعملية جراحية للاستئصال الغدة المفرزة لهرمون ا لغيرة والوطنية تماما كما يستأصل المصران الأعور أو المرارة، فما صار يهمهم الوطن في شيء بقدر ما تهمهم مصالحهم ومصاريف أبنائهم بالخارج، كل غدد هرمونات الاستحياء والمروءة والنخوة وحب الوطن استأصلوها كاملة من جذورها وقيعانها ...فأصبح موت الشباب المغربي في عرض البحر يفرحهم ولو سنحت لهم الفرصة برمي الشباب العاطل عن بكرة أبيه في عرض البحر لما ترددوا على فعلها ولو لبرهة واحدة...... للتذكير فإن رشيد رمزي البحريني الجنسية المغربي الأصول بطل في قمة العطاء وما زال يعد بالكثير وأمامه مستقبل زاهر لتحسين نتائجه و تحطيم أرقام قياسية، وما زالت أمامه دورتان أولمبيتان فضلا عن ملتقيات دولية و قارية هامة لرفع علم البحرين عاليا خفاقا وليفرح به مواطنوه في المنامة و المحرق و(..الزبارة..)(..) وأبناء مدينة آسفي المغربية حيث ولد و ترعرع. النصيحة التي يمكن أن أسديها للشباب المغربي الموهوب من أمثال رشيد رمزي هي أن يبحث عن فرص التجنيس، فقطر والبحرين و الامارات العربية المتحدة تبحث عن شباب يعلي راياتها في المحافل الرياضية الكبرى وعلى الشباب المغربي ألا ينتظر أي التفاتة من المسؤولين المغاربة الذين استأصلوا غدة الاستحياء والوطنية عن كاملها و مستعدين لبيع طحالنا و شبكات عيوننا وعصارة دمائنا، كما أن هناك شباب مغربي موهوب مستعد للذهاب إلى إسرائيل والحصول على جنسيتها و منحها ألقابا و ميداليات ليلف العلم الإسرائيلي ذو النجمة السداسية حول عنقه كلما حصل على لقب عالمي ليقوم بدورة شرفية على الملعب وليحيي الجمهور ...للتذكير فان البطل المغربي الأصول والذي يحمل جنسية بلد آخر يبقى رغم ذلك يكن حبا دفينا و شوقا وحنينا لمراتع الصبا ودروب الطفولة ولا ينسى أبدا أن يلف العلم المغربي كذلك حول عنقه الى جانب علم الدولة التي يتبارى باسمها لأن المغربي بطبيعته أصيل و مرهف المشاعر والأحاسيس ( مثلي). عساسي عبدالحميد – المغرب [email protected]