يأخذ محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، خلال أيام اجتياز آلاف التلاميذ للامتحانات النهائية لمستوى الباكالوريا، رأسه بين يديه يتحسسه حتى لا تثقله "الثقوب" التي قد "تتسرب" إليها اتهامات البعض له بالتقصير في حماية حدث كبير، مثل تنظيم اختبارات الباكالوريا، من كل محاولات الغش والتدليس والتسريب خاصة. الوفا ظل طيلة اليوم الأول من الدورة الحالية للباكالوريا "متربصا" بما يقع هنا وهناك في مراكز الامتحانات المختلفة، يتلقى اتصالا هنا ومكالمة هناك، وتطرق مسامعه أخبار متفرقة عن تلاميذ تحولوا بقدرة قادر إلى خبراء في الغش والتدليس، وجهابذة في التسريب عبر أحدث تقنيات الاتصال. ويبدو أن اليوم الأول من الدورة الأولى للباكالوريا لم يمر "سالما" كما خططت له الحكومة بسنها لقوانين زجرية ضد الغش في هذه الامتحانات الوطنية، إذ سجلت مصالح وزارة الوفا حالات شغب وغش جعلت المسؤول الحكومي يتواصل بكثافة مع مختلف وسائل الإعلام للحديث عما تربصت به أيادي وزارته من غشاشين ومُسربين. وظهر الوفا كأنه "حامي" اختبارات الباكالوريا من محاولات "إهانة" هذه الشهادة بسبب الاعتماد على الغش والتسريبات أكثر من الكد والجد في التحصيل الدراسي، للحصول على شهادة لم تعد تغني صاحبها شيئا في بلد يُعطَّل فيه الدكاترة والمهندسون بلْهَ حاملو الباكالوريا. وأعلنت وزارة التربية الوطنية، اليوم الثلاثاء، عن ضبط حالات تورط فيها تلاميذ غشاشون، إذ تم إيقاف حوالي 8 عناصر "حاولوا تسهيل عملية الغش لفائدة مترشحين آخرين"، وهو ما جعل الوفا يبادر إلى التصريح بضبط "شبكة" تعمل على إفساد امتحانات الباكالوريا. وكانت الحالة الأبرز في اليوم الأول "اعتقال تلميذ مُمَدرس بالدار البيضاء بعد أن تم ضَبطُه مُتلِبسا في حالة غش بواسطة جهاز جد متطور كان يتواصل بواسطته عبر شبكة خارجية"، وفق ما ورد في بلاغ لوزارة الوفا. اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا كان بطله بامتياز صاحب الصفحة الفيسبوكية "تسريبات" الذي أطل صباح اليوم الثلاثاء على رواد موقع التواصل الاجتماعي، وأغلبهم تلاميذ يجتازون اختبارات الباكالوريا، بنسخ ضوئية لما قال إنها تسريبات لمواد الباكالوريا، خلال فترتي الصباح وبعد الزوال، من قبيل مواد الفيزياء و الكيمياء و اللغة العربية وعلوم الحياة والأرض والمحاسبة والانجليزية. وبث الواقفون وراء هذه الصفحة الفايسبوكية، بالإضافة إلى نسخ من المواد المُمتحن فيها فترة زمنية قصيرة بعد ولوج المترشحين لقاعات الاختبار، نسخا من الأجوبة على هذه الامتحانات، ورسائل التأييد وطلبات المساعدة من لدن العديد من التلاميذ الذين يبدو أنهم يسعون للنجاح والانتقال إلى الجامعة عبر الاستعانة بتسريبات الفايسبوك. وكانت وزارة التربية الوطنية قد عمدت إلى الإعلان عن تدابير زجرية لمعاقبة الغشاشين في امتحانات الباكالوريا خلال الموسم الدراسي الحالي، تمثلت خصوصا في تحديد عدد المرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا في 20 مرشحا داخل كل قاعة، ومنع التلاميذ من استخدام الأجهزة الإلكترونية المتطورة.