بعد طي صفحة السلالتين المتحورتين الجديدتين من فيروس "كورونا" المستجد البريطانية والجنوب الإفريقية، اللتين بتتا الرعب في كل أرجاء العالم، ظهرت سلالة هندية أكثر "فتكا" وانتشارا من سابقيتها. ومن ثم، فقد وضعت السلالة الجديدة السلطات الصحية الدولية أمام تحد جديد، لا سيما بعد تسجيل أزيد من 600 ألف حالة في الهند خلال يوم واحد. وقررت السلطات المغربية إغلاق المنافذ الجوية في وجه القادمين من الهند، التي تعرف استنفارا صحيا بعد تسجيل طفرات جديدة لفيروس "كورونا"، حيث يأتي هذا المستجد في وقت كان العالم فيه يستعد لإعادة فتح الحدود الجوية والبحرية أمام الحركية الدولية. ويسعى المغرب إلى تحقيق مناعة جماعية بتلقيح 70 في المائة من المواطنين؛ غير أن هذا الطموح يبدو أنه يصطدم بواقع تأخر التوصل باللقاحات وتزامن عملية التطعيم مع شهر رمضان، الذي سيفرض تعديلات على البروتوكول الصحي المعتمد. وأفاد مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، بأن السلالة المتحورة الجديدة من فيروس "كورونا" بالهند "يتعلق بطفرة جديدة شهدها الفيروس أكثر قوة من نظيرتيها البريطانية والجنوب الإفريقية، حيث إن معدل الانتشار بلغ أزيد من 70 في المائة". وشدد البروفيسور الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "المغرب مطالب بإبقاء الحدود مغلقة في وجه الحركة الجوية الدولية، خاصة مع ظهور موجات جديدة من الفيروس في أسيا وأمريكا اللاتينية" معتبرا أن "الخروج من الأزمة رهين بتوفر اللقاح وبلوغ المناعة الجماعية". واعتبر الناجي أن "السلالة الهندية خطيرة للغاية، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها وآثارها على النسيج المجتمعي"، مشددا على أن "المواطنين مطالبون بالالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، والتقليل من الحركة والتنقل"، وزاد قائلا: "إذا أصيب سبعة أشخاص بالفيروس الهندي، هناك احتمال إصابة 20 ألف من المخالطين في ظرف 24 ساعة". ومعلوم أن التلقيح همّ، في البداية، أساسا الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية؛ بينما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.