أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي سيمون كوفيني. ويأتي اتصال بوريطة بوزير الخارجية والدفاع الإيرلندي، الذي تحظى بلاده بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي، عشية مشاورات المجلس حول قضية الصحراء المغربية، المقررة غدا الأربعاء 21 أبريل. وكانت مصادر مطلعة كشفت لهسبريس تحرك الدبلوماسية المغربية لإجراء مشاورات دولية تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الأمن حول تطورات ملف الصحراء المغربية. وشمل التحرك الدبلوماسي المغربي إجراء مشاورات ثنائية مكثفة مع أعضاء تتمتع بصفة العضوية بمجلس الأمن الدولي، من قبيل فرنسا وفيتنام روسيا؛ وذلك لفضح تناقضات خصوم المغرب وتحسبا لأي مناورات تستهدف المساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية. كما وجه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الإثنين، كشف فيها العراقيل والعقبات والمماطلة التي تضعها الجزائر و"البوليساريو" بشأن موضوع تعيين مبعوث شخصي للأمين العام، واستئناف المسلسل السياسي للأمم المتحدة، مفندا المغالطات التي تحاول الجزائر خلقها حول هذا الموضوع. وأشاد بوريطة ونظيره الإيرلندي خلال هذه المباحثات بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وجددا إرادتهما المشتركة للاستمرار في تعزيزها، من خلال تكثيف المشاورات السياسية. ونوه الوزيران بانعقاد الأسبوع الاقتصادي المغربي بإيرلندا، الذي يندرج في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية وانفتاحها على مناطق جديدة، ولاسيما في إفريقيا. كما رحب بوريطة وكوفيني بالافتتاح المقبل للسفارة الإيرلندية في المغرب، وتعيين سفير إيرلندي مقيم بالمغرب. وأكد كوفيني التزام إيرلندا بمواكبة ودعم تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، كما جدد دعم بلاده للجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة كقطب إقليمي للاستقرار والتنمية والنمو في المنطقة. وشدد الوزيران على أهمية مواصلة التنسيق بينهما في القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ليبيا ومنطقة الساحل، وكذا داخل الهيئات الدولية، لاسيما الأممالمتحدة. وشهدت العلاقات المغربية الإيرلندية تقارباً سياسياً لافتاً في الفترة الأخيرة، توج بقرار تعيين إيرلندا لسفير جديد لها بالرباط لأول مرة، بناء على توصية من وزير الشؤون الخارجية والدفاع، سيمون كوفيني. وأعلنت إيرلندا في التاسع من شهر مارس الماضي قرار افتتاح سفارة في الرباط، تغطي أيضا تونس وموريتانيا، وهي الأولى من نوعها في شمال إفريقيا، وهو ما أثار انزعاجا جزائريا. واعتبر قرار تعيين سفير إيرلندي في المغرب بمثابة "صفعة دبلوماسية" لجبهة البوليساريو، وهو ما دفع اللوبي الإيرلندي الموالي للتنظيم الانفصالي إلى الإكثار من مساءلة وزير خارجية ايرلندا حول موقف دبلن من نزاع الصحراء المغربية.