اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس بتطورات الوضع في سوريا، والجدل الذي يثيره الاتفاق الضريبي مع واشنطن بالبرلمان السويسري، وتأزم الوضع الاقتصادي في البرتغال، والفضيحة المالية لصندوق الادخار "كاخا مدريد" بإسبانيا. وهكذا، خصصت الصحف البريطانية حيزا واسعا من تعليقاتها للوضع في سوريا وذلك في أعقاب سيطرة القوات النظامية على مدينة القصير، حيث أشارت بعضها إلى أن الأمر يتعلق بمنعطف حاسم لفائدة نظام بشار الأسد. وكتبت صحيفة (الغارديان) أن استعادة النظام السيطرة على مدينة القصير "يعد خسارة حقيقية بالنسبة للثوار"، مشيرة في هذا السياق إلى سلسلة العراقيل التي تعيق تقدم الثوار ولاسيما منها نقص التسلح والانقسامات الداخلية وغياب دعم دولي حقيقي. وأضافت الصحيفة أنه من السابق لأوانه التأكيد على أن السيطرة على القصير قد تغير بشكل حاسم في موازين القوى لفائدة نظام دمشق ، مبرزة أن هذا التطور الهام يأتي بعد سلسلة من الانتصارات التي حققتها مؤخرا القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الاندبندنت) أن استعادة القوات النظامية السيطرة على القصير يفتح الباب أمام تقدمها نحو مناطق أخرى تسيطر عليها جماعات المعارضة حاليا، مشددة على ضرورة أن تولي الدول الغربية ومن بينها المملكة المتحدة أولوية خاصة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية. وبعد أن ذكرت بالضغوط التي مارستها لندن وباريس من أجل رفع الحظر الأوروبي على إرسال الأسلحة إلى جماعات المعارضة السورية، أشارت الصحيفة إلى أن الوعود بالتسليح قد لا تشجع هذه الجماعات على الانخراط في مفاوضات السلام. وأضافت (الاندبندنت) أنه بالرغم من قسوة نظام الأسد، فإنه يتعين التوصل إلى تسوية متفاوض بشأنها من أجل تجنب حرب أهلية طويلة الأمد، مشيرة إلى وجود انقسامات في صفوف الحكومة البريطانية بخصوص إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية. واختارت صحيفة (الدايلي تلغراف) من جانبها، تحليل الأزمة السورية من زاوية تداعياتها على تزايد التهديدات الإرهابية ضد المملكة المتحدة. وانتقدت الصحيفة المقاربة التي يعتمدها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بخصوص هذه الأزمة مؤكدة على أن القاطن بتين داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) يبدو غير متمكن من كل خبايا هذا الموضوع ولاسيما تداعيات تحول الصراع في سوريا إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة. وأضافت أن ديفيد كاميرون أساء تقدير حجم الدعم الذي يتمتع به بشار الأسد ولاسيما من لدن روسيا التي نجحت في تجاوز المملكة المتحدة من خلال مناوراتها، مشيرة إلى الدروس التي يجب استخلاصها من تجربة غزو العراق باعتباره يشكل حالة مماثلة للأزمة السورية. وشددت (الديلي تلغراف) على أن توجه ديفيد كاميرون إلى تسليح المعارضة سيؤدي إلى مزيد من تفاقم وتيرة العنف ولاسيما بعد أن تمكن تنظيم القاعدة، في هذا السياق، من تعزيز حضوره في سوريا. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة (لاستامبا) عن الوضع في سوريا، وقالت إن "ستالينغراد سوريا" (في إشارة إلى القصير) سقطت في أيدي الأسد بعد أسبوعين من المعارك الضارية بين قوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني وقوات الجيش الحر، معبترة أن النزاع في سوريا ظهر لأول مرة بوجهه الحقيقي، أي أنه نزاع يتعدى الحدود الوطنية. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لا كورييري ديلا سيرا) أن تقدم جيش النظام على الأرض يشوش على تنظيم الندوة الدولية التي ستعقد بجنيف حول سوريا، مشيرة إلى تحفظات موسكو على قائمة المشاركين ما أدى إلى تأجيل عقد هذه الندوة. بدورها، اهتمت الصحف الهولندية بسقوط مدينة القصير في أيدي جيش النظام السوري، وتساءلت صحيفة (تروويي) إذا ما كان سقوط المدينة مقدمة لفوز الجيش السوري، مشيرة إلى أن هذا الأخير استعاد الثقة بعد الهزائم الميدانية التي ألحقها بالجيش السوري الحر. من جانبها، اعتبرت صحيفة (فولسكرانت) أن قوات الأسد ما كانت لتقتحم مدينة القصير لولا انخراط عناصر حزب الله في المعارك، مشيرة إلى أن كل من الجامعة العربية والولايات المتحدةالأمريكية أدانتا بشدة ما أقدمت عليه قوات النظام السوري. وفي سويسرا، اهتمت صحيفة (لوطون) بالاتفاق المثير للجدل الذي توصلت إليه سويسرا مع واشنطن بشأن بنوك سويسرية متهمة بمساعدة أمريكيين أثرياء على التهرب من سداد ضرائب بمليارات الدولارات. وأكدت الصحيفة أن النقاش يبقى مفتوحا حول هذا النزاع لكن إلى الآن لا حل يلوح في الأفق معتبرة أن هذا النزاع ربما ينذر بحدوث "شرخ بين السياسة والأبناك". وفي فرنسا، توقفت الصحف المحلية عند قضية استعمال أسحلة كيماوية في النزاع الدائر في سوريا، بحيث أشارت صحيفة (لوفيغارو) إلى أن فرنسا وبريطانيا أكدتا استعمال هذه الأسحلة بالفعل. وأضافت الصحيفة أن فرنسا وبتأكيدها أنه تم تعدي الخط الأحمر بخصوص استعمال الأسحلة الكيماوية "أعلنت بصوت عال ما ظلت عواصم أوروبية أخرى تردده بصوت منخفض". واعتبرت الصحيفة أن فرنسا تحاول عبر تأكيد استعمال هذه الأسلحة "الضغط على نظام بشار الأسد، وواشنطن وباقي الفاعلين الدوليين الكبار"، مشيرة إلى أن لندن سارت على نهج فرنسا عندما أكدت أنها تملك إثباتات على استعمال غاز 'سارين' في سوريا. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بتأزم الوضع الاقتصادي في البلاد، وقالت صحيفة (كوريرو دا مانا) أن معدل النمو تراجع من 4 في المائة إلى 3,9 في المائة خلال الفصل الأول من سنة 2013، مشيرة إلى أن الطلب الداخلي أثر بحدة على مستوى الناتج الداخلي الخام مع تسجيل تراجع في الاستثمارات بنسبة 16,8 في المائة خلال سنة. من جابنها، اعتبرت صحيفة (جورنال دي نوغيسياس) أن البرتغال تمر بأشد فترة تقهقر اقتصادي خلال أربع سنوات، فيما أبرزت (بابليكو) ان هذا الانكماش الاقتصادي أدى إلى فقدان حوالي 100 ألف منصب شغل خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة. وفي إسبانيا، عادت الفضيحة المالية لصندوق الادخار "كاخا مدريد" لتستأثر باهتمام الصحف المحلية بعد قرار القاضي الأمر بسجن رئيسه السابق ميغيل بليزا بتهمة سوء التدبير. وتحت عنوان "السجن اللا مشروط لميغيل بليزا الرئيس السابق لكاخا مدريد" كتبت صحيفة (إلباييس) أن الوثائق المحجوزة كشفت عن وجود اختلال في التدبير الإداري غير القانوني. وأضافت اليومية أن بليزا، الذي تفادى قضاء الليل في السجن قبل ثلاثة أسابيع بأداء كفالة بقيمة 2,5 مليون أورو، متهم بالتسبب في خسائر كبيرة لهذه المؤسسة المالية. من جهتها كتبت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوان "السجن دون كفالة لبليزا" أن الرئيس السابق لبنك "كاخا مدريد" متهم ب"الإدارة غير العادلة"، وذلك بشرائه سنة 2008 "سيتي نايشانل بانك" بفلوريدا. وأشارت اليومية إلى أن الأمر يتعلق، بحسب القاضي، بعملية شراء "زائفة" تمت في أوج أزمة العقار التي تعرفها البلاد، والتي ربما تسببت لصندوق الادخار في خسارة ناهزت 500 مليون أورو. وفي السياق ذاته قالت صحيفة (إلموندو) إن التبريرات والتفسيرات التي قدمها بليزا لم تقنع القاضي الذي أمر بسجن المسؤول السابق ل"كاخا مدريد"، وذلك لوجود "مؤشرات معقولة تظهر المسؤولية الجنائية". وفي تركيا، أشارت صحيفتا (الصباح) و(هابر تورك) إلى أن المتظاهرين في ساحة تقسيم يطالبون بالحفاظ على منتزه غزي والمركز الثقافي للساحة في وضعهما الحالي وإقالة المسؤولين عن الاستعمال المفرط للقوة خلال عمليات تفريق المحتجين. من جانبها، قالت صحيفة (هورييت ديلي نيوز) إن المتظاهرين الأتراك يترقبون رد رئيس الوزراء على مطالبهم وإن كان سيعبر عن مرونة في التعامل مع الأحداث التي تشهدها البلاد ومطالب المحتجين. وفي ألمانيا، أشارت صحيفة (نوين أوسنايبروكر تسايتونغ) إلى أن قوات الأسد استعادت السيطرة على بلدة القصير من المعارضين بعد حصار "بلا رحمة وهو ما يمثل لدى الأسد قيمة إستراتيجية ورمزية على حد سواء خاصة وأن المدينة تقع على الحدود مع لبنان". من جانبها أبرزت (ماغكيشه أودر تسايتونغ) أن ثلاثة أرباع المواطنين الأمريكيين يعارضون التدخل في هذا البلد الشرق أوسطي خاصة بعد التجربة "الفاشلة للانتشار في العراق"، مشيرة إلى أن التدخل ينبغي أن يكون مبنيا على أساس دراسة تؤكد الواقع. وعادت الصحف من جديد لتركز على موضوع فشل مشروع الطائرات بدون طيار "أوروهوك" بعد تقديم وزير الدفاع الألماني توماس دي ميتزير أمس تقريرا حول الموضوع. واعتبرت (فرانكفوتر أليغماينه) أنه رغم المبررات التي قدمها الوزير حول بعض الأخطاء التي شابت ملف اقتناء الطائرات الذي ورثه عن سلفه المستقيل غوتنبرغ ، فإن "المعارضة ستجد ما يكفي من الانتقادات التي ستكون موضوع الحملة الانتخابية المقبلة التي ستضع ثقلها على دي مايتزير". وحول الفيضانات التي كبدت خسائر كبيرة لساكنة المناطق المتضررة في ألمانيا توقعت الصحف المزيد من الخسائر في الأيام القليلة المقبلة خاصة مع استمرار تدفق المياه وضغطها على السدود. وأبرزت صحيفة (بيلد) أن الكارثة بلغت ذروتها في دريسدن حيث ارتفع مستوى المياه إلى 57ر8 متر مشيرة إلى أن هذا المستوى سيرتفع في تورغاو (ساكسونيا الشمالية) فيما غمرت المياه العديد من المواقع السياحية، بما في ذلك بيرنا وميسين ريزا. وفي روسيا، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن موسكو والغرب، بموازاة لإعلانهما المتعلق بعملية السلام في سوريا، تختلفان حول سبل تحقيقه. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تتهم المعارضة السورية بمحاولة نسف أي تحرك سياسي لحل الأزمة كما تحذرالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تدخل عسكري محتمل في النزاع. وفيما يخص الأوضاع الراهنة في تركيا تحدثت الصحيفة نفسها عن أن السلطات التركية لم تتمكن من وضع حد للاحتجاجات التي تنتشر في 77 محافظة من البلاد ،مشيرة إلى أن الاعتذارات التي قدمها نائب رئيس الوزراء مؤخرا لم تعمل على تهدئة الأوضاع.