تستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفاده مصدر أمني سوري وكالة فرانس برس أول أمس الأحد. تأتي هذه الاستعدادات بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام. وقال المصدر "من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن، التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب". ورفض المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، الغوص في التفاصيل حفاظا على سرية العملية، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الجيش العربي السوري بات مستعدا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة". ويشير محللون إلى أن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته. وكتبت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات إن القوات السورية "بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها". وتشهد حلب ثاني كبرى المدن السورية والتي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية، منذ صيف عام 2012. ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها. وأشارت "الوطن" كذلك إلى أن الجيش السوري "سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص" المجاورة. واعتبرت الصحيفة أن "معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسوريا". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أن القوات النظامية تحشد "الآلاف من الجنود" في منطقة حلب، في محاولة لاستعادة المناطق، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وقطع خطوط إمدادهم من تركيا.