انتقدت جبهة البوليساريو الانفصالية قرار الحزب الحاكم الفرنسي افتتاح فرع له في مدينة الداخلة المغربية، داعية حزب إيمانويل ماكرون إلى التراجع عن هذه الخطوة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. واعتبرت جبهة البوليساريو، في مراسلة إلى الأمين العام لحزب "الجمهورية إلى الأمام"، أنه "من غير المقبول أن يِسجل ضد الحركة، التي أتت بالرئيس ماكرون إلى السلطة، وتتمتع بأغلبية كبيرة في الجمعية الوطنية، إنكار للقانون الدولي، وبالتالي جعل شرعية الجمهورية الفرنسية على المحك بسبب خيانة التزاماتها الدولية"، بتعبيرها. وقال مُحاوِر "La République En Marche" في منطقة المغرب العربي وغرب إفريقيا، المغربي جواد بوسكوران: "كمحاور لحزب الجمهورية إلى الأمام ليس لدي رأي في التصريحات الصادرة باسم البوليساريو. لكن شخصياً أجد ردودها خارج السياق". وأكد جواد بوسكوران، الذي يعد بمثابة الناطق الرسمي باسم التنظيم السياسي الفرنسي بالمنطقة، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن إنشاء فرعين جديدة لحزب ماكرون في كل من الداخلة وأكادير يأتي في سياق إستراتيجية إعادة الهيكلة والتواصل ل"الجمهورية إلى الأمام"، مشيرا إلى أن "الحزب يتفاعل مع جميع الأعضاء الذين يرغبون في حمل صوت الحركة أينما كانوا"، وزاد: "لدينا الآن ما يقرب من 27 لجنة في 16 دولة مع أكثر من 4000 عضو". وأوضح المسؤول ذاته أن "مدينة الداخلة شهدت دينامية في الأشهر الأخيرة، حيث إن المزيد والمزيد من الفرنسيين يستقرون بها"، مضيفا: "هناك بالفعل حضور فرنسي، وتوجد اليوم بالمدينة مدرسة تابعة للبعثة الفرنسية، وأيضا فرع لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية". وأشار المتحدث باسم الحركة في المنطقة إلى إنشاء خط طيران مباشر بين باريسوالداخلة، وهو ما اعتبره دليلا واضحا على "زيادة الحماس من جانب الفرنسيين تجاه المنطقة، لذلك بدا أنه من المناسب الاستجابة لطلب أعضاء حركة في الداخلة". وفي جوابه عن سؤال هسبريس حول الدعم الذي يمكن أن يقدمه فرع الداخلة على مستوى السياسي لدفع فرنسا لافتتاح قنصلية لها بالصحراء المغربية، شدد جواد بوسكوران على أنه ليس من اختصاصاته الحديث في الشؤون الدبلوماسية باسم الحركة، لكنه اعتبر أن هذا السؤال "مهم ومشروع من الجانب المغربي". وأضاف المصدر ذاته: "أنا مثل العديد من الشخصيات السياسية الأخرى في حزب 'الجمهورية إلى الأمام' من قبيل (دي روجي، جريفو، فيردييه جوكلاس، لعبيد ...) أريد أن تعترف فرنسا بشكل كامل بسيادة المغرب على كامل أراضيه". ولفت المتحدث الانتباه أيضا إلى أن حضور La République En Marche ليس بالأمر الجديد، إذ يعود تاريخ اللجنة الأولى إلى عام 2016 عندما تم إنشاء فرع في الدارالبيضاء، ليبلغ اليوم العدد الإجمالي 8 لجان على صعيد التراب المغربي. وكان حزب الأغلبية في فرنسا أعلن إنشاء فرعين له في الداخلة وأكادير، وذلك في بيان رسمي من قبل ماري كريستين فيردير جوكلاس، النائبة البرلمانية عن تارن لاريم، نائبة رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية المتحدثة باسم فريق حزب الجمهورية إلى الأمام في الجمعية الوطنية، وجواد بوسكوران، محاور الحزب بالمغرب العربي وغرب إفريقيا.