عادت الرحلات الجوية الرابطة بين مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ومدينتي كلميموطانطان لتستأتف عملها من جديد ابتداء من يوم أمس الأحد، حيث اجتمع وفد مركزي ترأسه وزير التجهيز والنقل عزيز رباح، مع السلطات المحلية بإقليم كلميم والمنتخبين ومجموعة من الشخصيات المحلية بخيمة تم نصبها بمطار كلميم من أجل ترسيم الاتفاقية التي بموجبها ستتم تعبئة دعم عمومي تصل قيمته حوالي 85,7 مليون درهم سنويا لضمان استمرارية الرحلات الجوية طيلة السنة. وتعهّد وزير التجهيز والنقل عبد العزيز رباح بتحقيق أكبر قدر من ظروف الجودة أثناء تنقل المواطنين عبر هذا الخط، وقال في حديث للصحافة عصر اليوم بكلميم إن إعادة فتح هذا الخط الجوي شكل موضوع إجماع بين السياسيين ورجال الأعمال وعموم المواطنين، ومن شأنه إعطاء دفعة لمناخ الأعمال والسياحة بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن أنه يحقق خدمة التنقل بسلاسة بين الأقاليم الجنوبية وعاصمة المملكة. واستقبل برلمانيو الإقليم والجهة، ورئيس جهة كلميمالسمارة، ورؤساء الجماعات المحلية بإقليم كلميم وعدد من رؤساء المصالح إضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية أول رحلة عبر هذا الخط، حيث حطّت طائرة من نوع ATR72 بمطار كلميم حوالي الساعة الخامسة بعد زوال أمس الأحد، وكان على متنها، إلى جانب وزير التجهيز، الوالي المدير العام للجماعات المحلية علال السكروحي، والمدير العام التنفيذي للخطوط الملكية المغربية عبد الرفيع زويتن، والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية احمد حجي وعدد من الأطر المركزية لوزارة التجهيز والنقل، إضافة إلى بعض المواطنين الذين جاءوا من مطار محمد الخامس بالبيضاء في اتجاه كلميم. وسيتمكن عموم المواطنين بإقليمي كلميموطانطان من استعمال هذه الطائرة خمس مرّات في الأسبوع (الأحد، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة) بسعر يبلغ في حدّه الأقصى 1200 درهما ذهابا وإيابا، وذلك ضمن اتفاقية شراكة تهم هذا الخط، وتصل قيمة الدعم المالي السنوي المخصص لها ما قيمته 19 مليون و950 ألف درهم. وفي تصريح للصحافة، قال الوالي المدير العام للجماعات المحلية إن إعادة فتح هذا الخط الجوي جاء في سياق الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية عموما وجهة كلميمالسمارة على وجه الخصوص، معتبرا أن هذه التجربة تستحق التعميم على باقي جهات المملكة. وكانت وزارة التجهيز والنقل احتضنت منتصف الشهر الماضي حفل توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة بهدف إعادة فتح الخط الجوي الرابط بين الدارالبيضاءوكلميمطانطان، وزيادة عدد الرحلات الجوية بين الدارالبيضاء ومدينتي العيونوالداخلة، وذلك بحضور وزير التجهيز والنقل ووزير الاقتصاد والمالية والمدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والمدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، ورؤساء جهة كلميم- السمارة، وجهة العيون بوجدور- الساقية الحمراء، وجهة وادي الذهب- لكويرة. ومن بين ما تضمّنته هذه الاتفاقيات التزام الخطوط الملكية المغربية بتسيير رحلات جوية يومية بين مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ومطاري العيونوالداخلة، وتأمين خمس رحلات في الأسبوع من مطار محمد الخامس بالبيضاء ومدينيتي كلميموطانطان، وكدا تطوير النقل الجوي بين الدارالبيضاء والجهات الثلاث بالمناطق الجنوبية للمملكة. ويراهن الفاعلون المحليون على أن تعزّز الرحلات الجوية المنتظمة إلى الأقاليم الجنوبية مكانة السياحة في هذه المناطق، إلى جانب تحفيز المستثمرين المغاربة والأجانب للتوجه نحو الجنوب، وتسهيل الولوج إلى الأقاليم الجنوبية خاصة في ظل غياب طريق سيار أو خط سككي، إضافة إلى ضعف جودة الطريق الوطنية خاصة في المقطع الرابط بين تزنيت وباقي الأقاليم الجنوبية. وحسب مصدر من وزارة التجهيز والنقل، فإن الرحلات الجوية في اتجاه العيونوالداخلة ستكون على متن طائرات "بوينغ 717 "بسعر تم تحديده في 922 درهم إلى العيون ذهابا و 1222 درهم إلى الداخلة ذهابا، بينما ستتم الرحلات المتجهة نحو كلميموطانطان على متن طائرات ATR72 بسعر622 درهم ذهابا.