أثارت صورة يظهر فيها عبد الله بووانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، يُصافح الفنانة لطيفة أحرار، موجة تعليقات على الموقع الاجتماعي الفايسبوك، تباينت مواقف أصحابها بين مُنكر على بووانو طريقة المصافحة، وبين مُتفهِّم لها، وبين رافض لنشر الصورة لأنها في رأيه ليست من الجوهر الذي ينبغي الاهتمام به. وبدا بووانو في الصورة التي التُقطت له في اللقاء الدراسي الذي نظّمه فريقه حول المنظومة القانونية للفنان، منشرحا وهو يتقدم لمصافحة أحرار بعد أن صافح جميع الفنانين والفنانات الحاضرين في لقاء فريقه، خاصا أحرار بطريقة خاصة في المصافحة وهو يرحب بها ويعبر لها عن تضامنه وتضامن حزبه معها في ما تعرضت له من مضايقات وتهديدات بعد العرض المسرحي الذي ظهرت فيه بملابس داخلية. واستنكر معلقون في الفيسبوك على بووانو طريقة مصافحته للفنانة أحرار، معتبرين أنه بالغ في المصافحة في وقت كان يكفي فيه أن يحيّيها من بعيد بابتسامة عريضة، دون الإمساك بمعصمها كما توضح الصورة، ورأى المعلقون أنفسهم في الصورة ابتعادا من قيادات العدالة والتنمية عن المبادئ التي تربوا عليها في المحاضن التربوية لحركة التوحيد والإصلاح وانسلاخا من القيم الاسلامية التي تُحرّم في نظرهم مصافحة النساء. كما اعتبر المعلقون المذكورون ما قام به بووانو توسلا للغير حتى لا يخاف من حزب العدالة والتنمية، داعين إلى التمسك بالمبادئ وعدم خشية أحد إلا الله. معلقون آخرون رأوا في مصافحة بووانو أمرا عاديا، يمكن أن يكون البروتوكول قد فرضه خاصة أن اللقاء كان مفتوحا في وجه عموم الفنانين ومن مختلف التيارات، ووجب خلال إلقاء التحية احترام مشاعر الجميع دون تمييز في طريقة التحية وأسلوبها. من جانب آخر لم يجد المراسل الصحفي عبد الغني بلوط من عبارة للتعبير عن رفضه لمصافحة بووانو لأحرار إلا التشكيك في حقيقة الصورة، ناشرا تعليقا قال فيه بأن الآمر يتعلق بفوطوشوب فقط، عكس رئيس تحرير الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية حسن الهيثمي الذي أوحت له الصورة بكتابة مقالة عنونها ب"الإسلاميون يغنون ويشطحون ويصافحون" أورد فيه مشاهد متوقعة داخل المجلس الحكومي وداخل البرلمان يمكن فيها لإسلاميي البيجيدي أن يصافحوا نائبات من أحزاب أخرى ويمكن لبسيمة الحقاوي أن تصافح وزراء لا ينتمون لحزبها. ومن جهة أخرى، لم يهتم معلقون أثارتهم الصورة المشار إليها للمصافحة بقدر ما أثنوا على اللقاء الدراسي المنظم حول قوانين الفنان، مشيرين إلى أن المهم هو الالتفاتة "الطيبة والمقدرة " للفنانين بالمغرب، والاهتمام بمكانتهم وإرجاع حقوقهم المهدورة.