قال محمد معزوز، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، إن هدف الحزب في هذه المرحلة هو البقاء في المعارضة "لأن الناخب هو من بوأنا المرتبة الرابعة وينبغي احترام إرادة الناخبين" حسب تعبيره. وأضاف معزوز أمام حشد من أعضاء الحزب الذين التأموا بمناسبة عقد المؤتمر الإقليمي الأول للحزب بمدينة خنيفرة مساء أمس السبت، أن المرحلة التاريخية التي يمر منها المغرب هو بناء "ماكينة تنظيمية" تقوم على ثلاثة عناصر، أولها النجاعة، والتي تتجسد، حسب معزوز، في إعداد تنظيم ناجع ومتحرك وسط المواطنين، حتى يصبح حزب الأصالة والمعاصرة هو "حزب الشعب"، وهو الشعار الذي رفعته حركة لكل الديمقراطيين وكذا مع النشأة الأولى للحزب عام 2008. وأما النقطة الثالثة، حسب رأي أستاذ الأنثربولوجيا السياسية، فتتمثل في "تملك المشروع السياسي للحزب" أي أن يصبح كل عنصر على درجة من الوعي والفهم للمشروع الذي جاء من أجله الحزب منذ التأسيس في إطار "حداثي ديمقراطي" أن نمارس السياسة على نخو مخالف لما هو موجود. وذكر معزوز بالمؤتمر التأسيسي لحزبه والذي جاء، حسب رأيه، ليجيب على الكثير من التحديات التنظيمية وأهمها تحدي المرجعية. ونفى المتحدث أن تكون مرجعية الحزب مستندة على تقرير الإنصاف والمصالحة وتقرير الخمسينية، كما ذهب إلى ذلك الكثير من الباحثين والمثقفين. وهذا التحدي، أي المرجعية، جعل الحزب في مؤتمره التأسيسي، يقول معزوز " استطعنا أن ندقق وأن نوضح المرجعية الفكرية وقلنا بأننا ننتمي إلى الديمقراطية الاجتماعية باعتماد الأصالة والمعاصرة وليس الديمقراطية الاجتماعية المستوردة وطورنا وثيقة سميناها بالمرجعية الإيديولوجية والمذهبية للحزب وقلنا بأننا نتخندق في وسط اليسار عبر المرجعية الفكرية الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة". هذه العناصر الثلاث، حسب معزوز، هي أهم الشروط في المرحلة الراهنة والتي تمكن من الدفاع عن الحزب، والهدف الاستراتيجي من هذه العناصر في ظل وجود الحزب في المعارضة هي صناعة قوة تنظيمية هائلة أو ما اسميها الماكينة التنظيمية القوية لأجل تحقيق المشروع الذي جاء من أجله الحزب، وهو حزب الشعب" يضيف المتحدث. وانتقد عضو الأمانة العام ل"البام" التصريحات السابقة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي كان يقول في وقت سابق بأن حزب "التراكتور" جاء ليتحكم وأن انتخابات 2009 كانت "مخدومة" وقال: " يجب أن نذكر رئيس الحكومة كيف تم تأسيس حزب البام، وأن الذين أسسوا الحزب هم مناضلون من اليسار الذين أدوا فريضة السجن وفاتورة باهضة من حريتهم، وما كنا نغامر لو كان هذا المشروع هو مشروع الدولة المخدوم، بل هو مشروع مبني على الحداثة والديمقراطية وبأفكار واضحة". وذهب المتحدث إلى أن شعارات 20 فبراير وأفكارها كلها موجودة في وثائق حركة لكل الديمقراطيين وخاصة في وثيقة "المغرب بكل ثقة" وهي من ضمن الوثائق التأسيسية في مؤتمر 2008 لحزب الأصالة والمعاصرة. وأما المصطفى المريزق، الأمين الجهوي للحزب بمنطقة مكناس تافيلالت، فقد ذكر أن المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة خنيفرة يأتي في سياق داخلي للحزب والمتمثل في بناء قوة تنظيمية وتجديد الهياكل التنظيمية وتطعيمها، كما أن المؤتمر، يقول المريزق : "ينعقد في ظل فراغ حكومي ونقط ظلام في عدد من المواقع" مضيفا أن الحزب يحتاج في هذه اللحظة إلى "بناء تنظيمي قوي" خصوصا أن خيار المعارضة التي ينهجها الحزب ستساعده في بناء هياكله من أجل المستقبل، فالشرعية السياسية للحزب "ينبغي أن تبنى على الديمقراطية والاقتصاد المنفتح للتجاوب مع الجيل الجديد الذي يحتاج للمأكل والمشرب والكرامة والتي لا تتحقق إلا عبر الديمقراطية وبناء المؤسسات".